ناجح الصوالحه
كم يفرحني، وأنا أجول في عمان، هذه الروح وهي تبعث من جديد بعد غياب مجبرين عليه، بين طرقاتها وأشجارها ومقاعد العشاق نجد رائحة الحب والولاء لهذا الحمى، تذهب بك الأفكار بعيدا وتعتب على كل من غاب عن عمان وشقيقاتها من مدن رفعت الأكف للعلي القدير أن ينهض همتها، في وقت كان الكل يبحث عن بصيص أمل للخروج من وباء فتاك، وطن كاد أن يهوي ويتعثر بهذا الظرف المؤلم، لكن هو الرحمن كان إلى جانبنا في عودة الألق والبهاء لأركان هذا الوطن.
هناك، في عتمات الوباء والليالي الحالكات والخوف على المستقبل، وقف أبناء الوطن بعزيمة نجدها دائما في هكذا ظروف ومحن، يحزننا والله عندما كانت أبواب الرزق مغلقة واليد على الوجه تبحث عن بصيص أمل من الرزاق جل في علاه.
في تلك الليالي والأيام السوداء والمرعبة لم نستكن، كنا في صراع يتجاوز المعتاد والمتماشي مع الحاجة، كنا فوق الحاجة والطبيعي، قمة هرمنا في لحظات متتالية للسعي أن نكون مع بعضنا بعضا، لم يبتعد عن تفكيرنا اليومي، كان جلالة الملك بيديه وسواعده يقدم كمواطن عادي، لم يرهبه هذا الوباء وطاف على العباد والبلاد ليطمئن علينا ويطمئننا، وولي عهده وقادة جيشه وأجهزته الأمنية في مركب واحد في نفس الهم والعمل.
همة نفاخر بها الدنيا ونحن نضع كل ما نملك لأجل هذا الوطن، برهنّا للجمـيع أن هذا الحمى فوق النزاعات و الاختلافات، تحدث عنا البعيد والقريب واستطعنا بما نملك من عزيمة أن نسير إلى الأمام ولا نخـشى بعض الأقاويل التي حاولت أن تنهش جسدنا وأرعبتنا في تحليلاتها عن وضعنا الصحي وأن القادم ينبئ بانهيار منظومتنا المجتمعية.
لن نبالي بعد الآن وقد بان لنا عظـماء يفتدون مسيرتنا بكل ما لديهم، نعم عظماء من أصغر مواطن سنا إلى عميد هذه الدار المعزز الملك عبدالله الثاني. إلتزامنا بكل ما من شأنه الحفاظ على البيت الأردني الكبير ديدن الجميع، وصلنا إلى مبتغانا بأننا نستحق أن نكون ابناء الأردن.
أيام عمان كلها عطر وياسمين، والنشامى أحبتنا من أجهزتنا الساهرة على راحتنا ينثرون عبقا وسلاما؟
ألم يكن خميس عمان في زمن مضى يتوشح بمقال أحمد سلامة في جريدة الهلال الأسبوعية؟.
أو ليس الجمعة يعطي صباحها لذة السكينة والمشي بين مقهى السنترال ومطعم هاشم,؟.. عمان كلها حب وكلها تعطي للآخرين من أبناء أمتي سكينة ووئاما.
هذا الوطن منذ بني بعرقنا ونحن نقدمه لهذه الأمة لينتج سمفونية الخلود للعطاء والبذل والفداء.