الغاز الإسرائيلي ..
بقلم: معاذ أبوعنزة
أتعجب وأستغرب عند الحديث حول أي موضوع أو قضية وطنية إقتصادية أو سياسية أو أياً كانت، قيام البعض بالتطرق إلى شخص رئيس الحكومة إيجاباً أو سلباً، كقيام البعض بخصوص القضية الأكثر جدلاً والتي أصبحت الشغل الشاغل للمواطن على الساحة المحلية، ألا وهي قضية الغاز الإسرائيلي بوصف رئيس الحكومة بأنه 'رجل نظيف ومش حرامي'، فهل هذا محور وأساس نقاش إقتصادي سياسي بحت للأعوام الثلاثين القادمة وما يترتب عليه من تبعات ! مع الإحترام الشديد الأصل بالأشياء أن يكون كذلك صاحب الولاية العامة رئيس الحكومة أياً كان وهو كذلك، الأجدى أن ننظر إلى الأمور بشكل أدق وأن نرى أبعد بكثير من موضع القدم وأن نزن الأشياء بشكل سليم.
لنفكر قليلاً بما يحصل من حولنا ولنضع الأمور في نصابها وطريقها السليم، بدايةً قام رئيس الحكومة صاحب الولاية العامة المسؤول الأول والأخير أمام المواطن، بإخلاء مسؤوليته تماماً من قصة ذهب عجلون، بالتصريح بأنه كان 'مُغيباً' وبالتالي قام بإلقاء المسؤولية عن عاتقه ليضعها بين يدي غيره، وصولاً إلى صفقة الغاز الإسرائيلي الذي أستغرب لماذا تم طرحها على النواب ! ولماذا لم يتخذ قراره دون الرجوع لهم إن كان يراه مناسباً ومجدياً ويصب في مصلحة الوطن ! كما هو الحال في قرار رفع الأسعار وغير ذلك الكثير، فهو قرار حكومي خالص كما يصفه قانونيون لا حاجة إلى موافقة النواب أو المصادقة عليه من قبلهم، فهل إستخدم الرئيس فطنته وحنكته لزج النواب في تحمل مسؤوليةِ قرارٍ وقضيةٍ ليست بالسهلة على مواطنٍ أردنيٍ حرٍ عروبي ؟ وأن يتشارك ويتقاسم النواب تحمل المسؤولية إن لم تكن بأكملها أمام المواطن ؟
في الوقت الذي يشهد فيه مجلس النواب صراعاً واسعاً بين مؤيدٍ للصفقة وأخر معارضٍ لها، في حين لوح البعض بإستقالته، مع العلم أنه لم تُسجل لغاية الأن حالة إستقالة فعلية واحدة، أي أن ما يحصل زوبعة في فنجان، حيث كان الأجدى تشكيل لجان أو فريق نيابي والذهاب إلى الأشقاء في الخليج أو الجزائر، مع العلم أن للنواب الحق في طرح الثقة في الحكومة ومنحها من جديد أو حجبها.
في حين أكد وزير الطاقة عزم الحكومة على إتمام الصفقة، ذكرت صحيفة 'ذي ماركر' الإقتصادية الإسرائيلية أن الصفقة تمت برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وبوساطة المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الطاقة عاموس هوخشتاين، وفي أنهم نظروا إلى الإتفاق على أنه خطوة إستراتيجية وعنصر إستقرار.
نضع جميع الحيثيات والمعطيات أمامنا لنقرأ المشهد بشكل أفضل ونصل من خلالها إلى سؤال منطقي، هل صفقة الغاز الإسرائيلي تحصيل حاصل أم أنها قيد الدراسة والبحث !!