لأنني انتظرت
المحامي موسى سمحان الشيخ
بين يدي الآن كتاب الشاعرة الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي، وهو كتاب شعري صادر عن دار فضاءات الاردنية ويحمل عنوانا له دلالته الخاصة بالتأكيد. (لأنني انتظرت) عنوان محرض وذي دلالة كما اسلفت ولان الدكتورة قبل غيرها تعرف اننا جميعا كأفراد وكأمة ننتظر، نعم ننتظر كوننا اليوم على مفترق طرق بعد الكوارث والنوازل التي اصابت الوطن العربي الكبير، بعد ان انتعشت الآمال مجددا بهبوب رياح التغيير حينما دق بابنا الربيع العربي بقوة واقتدار، قبل ان تسطعو عليه الرجعية والفلول والقوى الاجنبية، ما علينا فالدكتورة دلال تريد ان تقول لنا بعض ما يعتلج في صدرها، تنفث زفراتها .. تصرخ تتأمل، تتفجر غيضا، تلح علينا لتقول بأن قرابة مائتي صفحة - وهو حجم الكتاب - لا تكفي ولن تكفي لتقول ما تريد ونا هي تصدح، تغرد، تدعون جميعا لمشاركتها فرحتها وخيبة آمالها دارت الدنيا والتقينا غرباء سؤالنا قاس وعناقنا فراق التقينا بعد الهزيمة ولان الشاعرة الانسان، المبدعة تدرك تماما معنى ان تكون مصلوبة على بوابة الزمن كما تقول في احدى قصائدها الراعفة المجنونة ما دامت اللحظة المعاشة لديها: هي المعاناة ثم المعاناة لا تملك الا ان تستمطر غيمتها ودوما بأغنيات جميلة، دلال وهي تكتب قصيدتها ترنو للامام لانها تدرك ان المستقبل سيكون افضل الف مرة من مستنقع هذه الايام: سيما حينما تدق الساعة ويبدأ التغيير الحقيقي سأمحو الليلة كل ما كتبت وأبدأ من النقطة الاولى والشاعرة اذ تموج بحارها اذ تغضب فانما تصل الذروة حينما تقول نعم الآن اعلن تمردي عليك لدى الشاعرة ما تقوله حقا، لديها سيول وحرائق، لديها تمرد وعصيان تبلغ قمة المأساة الشعرية لديها حينما يلتقي الذاتي بالموضوعي حينها تبدأ شاعرتنا بالبوح والتأمل وهو بوح جميل وجذاب كما انه تأمل مشروع ماذا بمقدورنا ان نقول في عجالة العجالة عن (لأنني انتظرت) سوى انه كتاب جميل.