لقد وحدنا البكاء
النقابي ابراهيم حسين القيسي
عجلة الحرب الامريكية الداعشية وعجلة التحالفات باتت تدور في المنطقة بشكل اسرع مما يتوقع المنجمين والمراقبين، ايران المعادية لامريكا واسرائيل دخلت اخيرا على خط محاربة داعش بشكل مباشر من خلال استخدامها لسلاح الجو الايراني الذي قصف مواقع تنظيم الدولة داعش داخل العراق، هذا الحضور الايراني المكشوف ما كان ليكون لولا وجود مباركة امريكية وتنسيق من تحت الطاولة ظل يتقنه الايرانيون، تركيا التي انتهجت الحكمة والحذر في التعامل والتعاطي مع الحالة الداعشية يبدو انها اجبرت او انزلقت بطريقة او باخرى في هذا الصراع من خلال ادخالها قوات كردية الى عين العرب كوباني وعلى ما يبدو ان هناك حالة من تقاطع المصالح الاممية تحدث في المنطقة تجسيدا لمقولة لا عداوات ثابتة ولا صداقات ثابتة، روسيا دخلت في جولة من الغزل مع تركيا العضو الفاعل في حلف الناتو تحت ميزان اقتصادي برغم من دعم روسيا لنظام الاسد ومعارضة تركيا له، في السياسة الاممية هناك دائما منطقة رمادية بين اللون الابيض والاسود وهي ما تسمى لعبة المصالح، فلا يستبعد ان نجد اسرائيل قد دخلت في مرحلة من المراحل الى خضم هذه المعركة في حالة اقتراب داعش من الجولان او الحدود الشمالية، المحير فيما اذا حصل ذلك كيف سيتم قراءة المشهد عندما نجد ان ايران وامريكا واسرائيل اصبحوا في خندق واحد وكذلك كيف سيتم قراءة البوستر الايراني المعلق في شوارع طهران ودمشق وبيروت وصنعاء والذي يقول الموت لامريكا والموت لاسرائيل، في النتيجة كل الضرر والخراب والدمار واقع على الجسم العربي في المشرق والمغرب، المذهل هنا ان قضية فلسطين البكائية التاريخية للامة العربية والاسلامية اصبحت اقل الباكيات مدعاة للبكاء قياسا مع ما يتم من قتل وتهجير في العراق وسوريا واليمن وليبيا، في الامس كانت فلسطين هي قبلة البكاء الوحيدة لكن هذا الواقع العربي المرير جعلنا نعيش حالة من الوحدة العربية الاجبارية الفريدة من نوعها في التاريخ العربي حيث اصبح البكاء العربي جماعيا، لأن القتل والتهجير وعدم الاستقرار اصبح سمة عربية عامة تقريبا.