اكثر ما يقلقنا نحن متلقي تعليمات و أوامر المسؤولين ورغباتهم وتوجيهاتهم باسم الدولة هو هذا الفلتان الامني ، الذي بدأت مؤشراته من خلال انتشار العصابات التي تمارس السرقة والابتزاز وترويع الناس سرا وفي وضح النهار ، ويزداد القلق مع هذا العنف المجتمعي الذي ينشب لاتفه الاسباب ويتدحرج وينزلق بأقصى سرعة باتجاه تخريب وحرق الممتلكات العامة والخاصة ، بل ان الامر وصل في بعض الحالات الى مهاجمة المراكز الامنية الحساسة التي كان مجرد ذكرها في السابق يسبب القلق والترقب للكثيرين ، في هذا المقام لا اسرد احداثا تناقلتها وسائل الاعلام بل انا شاهد عيان وصاحب تجربة شخصية شاهدت من خلالها ما يثير الرعب وما يدعو لدق ناقوس الخطر بكل قوة ، فقد كنت قد اكتويت بلوعة سرقة مركبتي قبل عام ونيف من امام بيتي ومساومتي عليها من قبل السارقين بعد يوم من سرقتها مقابل بضعة آلاف ، لكنني كنت قد اقسمت ان لا اخضع للابتزاز وقد استطعت ان اعيد مركبتي بجهد شخصي كاد ان يكلفني حياتي , اخر هذه التجارب كانت قبل ايام عندما رافقت احد الاصدقاء العزيزين من اجل استرداد مركبته بعد مفاوضات من قبل ذلك الصديق مع افراد احدى العصابات المتخصصة في سرقة المركبات اقول ذلك لأنه اصبح لدى اغلب الناس قناعة ان اسلم الطرق لاسترداد المسروق هو الدفع و اطباق الفم , جاء ذلك نتيجة لتجارب اصحاب المركبات والاشياء المسروقة مع الجهات المختصة , حيث ظهر ان اجراءاتهم غير كافية بل انها في كثير من الاحيان غير مقنعة , المهم اننا كنا ثلاثة حيث توجهنا الى المكان الذي حدده اللصوص لنجد انفسنا في منطقة نائية صعبة التضاريس اختيرت بعناية فائقة