الشاهد -
نار القومية تلذع الإسلام السياسي تحت القبة
الشاهد - معاذ ابو عنزة
هناك الكثير الكثير من أعضاء مجلس النواب الذين يسعون كعادتهم إلى تسجيل المواقف الشعبية وإستعطاف الشارع الأردني وتسليط الضوء على أنفسهم من قِبل وسائل الإعلام من خلال قضايا كثيرة تلامس وجدان ومشاعر المواطن الأردني، كالقضية الفلسطينية وقضايا الفساد وغير ذلك الكثير، إلا أن هذه 'البروبقندا' السياسية أصبحت مكشوفة، لكن للأسف ليست للجميع، بالتالي أصبح المشهد أمام المواطن ضبابيا متعدد الأوجه.
وهناك البعض من أعضاء المجلس يفتخرون بالقومية العروبية التي يفتخر بها الوطن قيادة وشعباً على مر التاريخ بالفطرة ، وطنٌ سطر مواقف في العروبة والقومية ينحني لها العدو قبل الصديق، مواقف تُسجل في تاريخٍ الكرامة والشرف العربي.
سواء كان ما ورد على لسان من هاجم القوميين ممنهجً أم دون علم أو دراية ببواطن الأمور وعمق وحساسية هذا الموضوع وخصوصيته وبعده الشعبي، إلا أنه أخطأ في حق كل أردني عربي شريف.
الإ أن ردت فعل النواب في هذا الموضوع بغض النظر عن الأسلوب والنتيجة، سواء نتفق أو نختلف مع مواقفهم السياسية ومدى رضى المواطن عن أدائهم تحت القبة، إلا أن موقفهم بما حدث على وجه التحديد أقل من طبيعي، حيث كان النائب الدغمي اول من دافع عن القومية العروبية في المسيرة النيابية البرلمانية كمبدأ واساس متين، وموقف الفايز ايضا نابع عن موقف تاريخي وألم ومعاناة لازمتهم لأعوام طويلة، حيث دفعت هذه العائلة بأقرب ما لها ضريبة القومية والعروبة قهراً وتعباً وأسراً.
لسنا في صدد تقييم الإسلام السياسي، والبحث في إمكانية إلتقاء الدين والسياسة التي أرى ومن وجهة نظري صعوبة وإستحالة تقاطعهما في نقطة واحدة على الأقل في الوقت الحالي، مجلسٌ بشكله العام يُوصف بالغير مقبول شعبياً، مشهد سيئ وغير حضاري يتكرر للمجلس من فترة إلى أخرى، نِتاج سياسي وإجتماعي وثقافي يصعب وصفه.