تقاسيم شوقية
الشاعر حيدر محمود
(1)
يا أميرَ الشُعراءْ
لم تَزَلْ حيّاً.. لأَنّ الشُّعراءْ
لا يموتونَ!!
ومن قالَ: يموتُ (الشُّهداءْ)?!
بل يغيبونَ عن الناسِ قليلاً
ويعودونَ قناديلَ ضياءْ!!
(2)
لم تَزَلْ فينا.. وهذي (الكَرْمَةُ الخَضْراءُ)
تَسْقينا الطِّلا.. كُلَّ مساءْ..
لغَةً تَخْشَعُ من ورقَّتِها الأرضُ
ومن نَشّوِتها تُفْتَحُ أبوابُ السَّماءْ..!
(3)
نحنُ في (الحَضْرَةِ) يا مولايَ,
فَلْتذهبْ بنا (الحالُ), الى حيثُ تَشاءْ..!
(وَقَفَ الخَلْقُ) هُنا, عند (سَلُوا قلبي)*..
وهذا (حافظٌ) يشْدو,
وها أنْتَ تُناجي (نائحَ الطَّلْحِ)
فََيَهَْتزُّ (ابنّ زيدونٍ) من الزَّهوِ,
ويختالُ (ابو الطيّبِ) نَشْوانَ..
وما زال (النّواسيُّ) على العَهْدِ بِهِ,
يَشْكو من الداءِ الذي ليس لهُ, إلاّ بِهِ,
مِنْهُ شِفاءْ!!
والصَّعاليكُ هُنا.. كُلُّ الصَّعاليكِ..
وكُلُّ الأُمراءْ..
قَدِموا من أولِ الشعرِ, ومن آخِرِهِ..
لِيُسَمّوكَ: (اميرَ الشُّعراءْ)..
وىُسَمُّوا (حافظَ الفُصحى, وحامي مجدها: النيلَ,
ولولا النيلُ لم يبقَ لنا حَرْفٌ, ولا سيفٌ,
ولم يخفقْ لهذي الأمّةِ المكسورةِ الخاطرٍ,
في الدنيا.. لواءْ!
(4)
رُدّنا يا سيدي للشعرِ,
اخْرِجْ (أمّةَ الإعجازِ), من هذا الخُواءْ
لم يَعُدْ في قلبها نَبْضٌ
ولا في روحِها وَمْضٌ,
وفي الشّريان ماثَمِّ دِماءْ!
رُدّنا للشِّعْرِ, كي نحيا
وهل من أمّةٍ تحيا بلا شَدْوٍ,
وشَجرٍ, وَغِناءْ?!
(5)
يا (نشيدَ الضّادِ), في أيّامِها السوّدِ
التي ولَّتْ..
وفي ايامها السُّودِ التي هَلَّتْ
- تُرى? ماذا يقولُ الشِّعرُ
لو شاهدَ ما تفعلُ ايديها بأيديها..
- إذنْ, لاسْتَغْفَر اللهَ,
على ما قالَهُ في (الغُرَباءْ)!!
وَهَجا.. ثُمَّ هَجا.. ثُمَّ هَجا
مَنْ يَسْتَحقُّونَ الهجاءْ!!
صاحبَ (الرِّيمِ على القاعِ),
(وَمُضْناكَ).. ويا (جارة الوادي)..
سَيَبْقى (الذِّكْرُ) راعيها مدى الدَّهْر,
ويَبْقَى (الشِّعرُ) عُنْقودَ دواليها..
وَيَبْقى الشُّعراءْ..
دائماً أقْوى من الموْتٍ,
ومن قالَ (يموتُ الشُّعراءْ)?!
بَلْ يَغيبون عن الناسِ قليلاً,
ويعودونَ: مواويلَ,
يعودونَ: تراتيلَ,
يعودونَ: قناديلَ ضياءْ!!
* كرمة ابن هانى: منزل شوقي على ضفاف النيل, غير بعيد عن ميدان التحرير.
* اشارة لقصيدة حافظ ابراهيم: وقف الخلق ينظرون جميعاً.. كيف أبني قواعد المجد وحدي!