الشاهد -
الشاهد كانت هناك وتابعت احاديثهن الجانبية
قصص مؤلمة لنساء بين اروقة المحاكم
الشاهد _ فريال البلبيسي
الظلم الكبير الواقع على المرأة في اروقة المحاكم الشرعية خاصة، مرتبط ارتباطا وثيقا بنصوص القانون والاجتهاد فيها وهي المرتبطة بدورها والمستقاة من الشريعة الاسلامية ومن الاجتهادات وثقافة المجتمع والعرف من بعدها. وما حدث مؤخرا في اروقة المحاكم الشرعية الاردنية يعتبر ظاهرة خطيرة على مستوى حقوق المرأة وكرامتها واهليتها ايضا، ولقد اباح الاسلام الطلاق في ظروف معينة وبضوابط وشروط لا يتم الا بموجبها وذلك لاستحالة العشرة الزوجية في بعض الحالات فيكون الطلاق بذلك مخرجا من الضيق وفرجا من الشدة، كما ان للطلاق عواقب وخيمة تهدد كيان الاسرة والمجتمع برمته فالطلاق ليس مجرد انفصال بين شخصين بل هو انشقاق خطير يصيب الاسرة ويهدد ابناءها لما يتركه من اثر سلبي كبير على نفوس افراد الاسرة ناهيك عن النظرة القاصرة او الخاطئة تجاه المرأة المطلقة التي تواجه مصاعب الحياة بكل اشكالها ليس قاصرا على عزوف الرجال عن الزواج بها فحسب انما معاملة الاخرين لها. معارك خاسرة تخوضها النساء في المحاكم الشرعية، محاكم يحكمها الرجل ويسانده القانون بقوة، فتدفع النساء عمرها في قضايا دفنت قبل ان تخوضها في حرب نفسية لقضايا معلقة باسم الشرع، ووحدها الملامة فتدفع الثمن كمجرمة حرب لحرب لم تخضها يوما، نساء معلقات وقضايا طي النسيان، مغيبات عن حقهن بالحياة ومعلقات بقانون الرجل ودهاليز المحاكم الشرعية. الشاهد كانت في داخل اروقة المحكمة الشرعية واستمعت الى ما تعانيه النساء من تعقيدات في امد التقاضي والبطء في الوصول الى العدالة. حيث بسطت النساء قصصهن ومعاناتهن التي وقعن بها والتعقيدات التي يواجهنها على ابواب المحاكم الشرعية. حيث تتعرض النساء للعنف الاسري وقدمن للشاهد شهادات حية خلال جلسة استماع وتحكيم، من داخل اروقة المحكمة الشرعية واليكم هذه القضايا الحية التي رصدتها الشاهد. السيدة ابتسام ام لطفل لم يبلغ عامه الثاني كانت منهكة ذائبة في اوجاعها وهي تحمل طفلها تنتظر الخلاص في حياة اشبه بحرب يؤججها عوامل كثيرة احاطت بها، قالت رفعت دعوى طلاق وللان لم احصل على الطلاق لزوجي المحكوم بالسجن المؤبد ومنذ دخوله السجن وانا اتردد على المحكمة الشرعية، وقالت حياتي اصبحت مرهونة على هذا الطلاق وحقوقي وطفلي ضاعت كون والده سجينا خلف القضبان وصمتت ابتسام والتي لم تكمل من عمرها العشرين عاما ما ذنبي وطفلي ان نعيش على هذا النحو والده بالسجن وانا اعاني الامرين بعده وخصوصا ان والدي يطالبني بان اعطي طفلي لاهل زوجي بعد الطلاق. نرمين 22 عاما فقالت بقهر قضيتي في المحكمة منذ عامين حيث تمت خطبتي على قريبي المقيم في امريكا ولم اره ولم يراني وبعدها اصبحت معلقة لا انا زوجة ولا انا بدون زواج حيث ربطني بقيد عقد القران ولم يتم مراسم الزواج او العيش عنده وانقطعت اخباره وانا منذ عامين اتردد على المحكمة للطلاق منه، ولغاية الان القضية عالقة ومعلقة حتى اللحظة وكل لحظة اعيشها على امل الخلاص ولكنها لا تأتي تلك اللحظة وانا الآن عالقة بين المحكمة الشرعية وبين كلمة خطيب لم اره ولم يراني ليعلن عدم التطليق وبقائي معلقة. سميحة قالت قضيتي منذ عام 2008 عندما رفعتها ضد زوجي الذي تركني وابنائي وسافر للامارات وتركني واختفى لم اعلم عنه شيئا منذ سنوات عديدة، وعندما لم اجد ما اعيل به اسرتي قمت برفع قضية نفقة اطفال عليه وقضية طلاق ومنذ بداية القضية والمحكمة تؤجل الجلسات لاكثر من شهر بحجة ان المحكمة لم ترسل كتاب للاقامة والحدود ولم تستمع للشهود لغاية الآن، واكدت سميحة بان حياتها اصبحت بتواجدها بالمحكمة وتبقى فيها حتى نهاية الدوام والجلسات غالبا تؤجل، واضافت انا تائهة لا انا متزوجة ولا انا مطلقة اطفالي لا يعرفون والدهم منذ سنوات. قالت آمنة انني موظفة واخترت زوجي عن قناعة وبعد الزواج ادركت انني مخطئة في اختياري لانه تحول لرجل اناني ويختلق المشاكل من لا شيء وقد اصبح يتفنن في قلب حياتنا لجحيم وبتدخل حماتي التي لا تهدأ بمشاكلها، وبعد عام من الزواج لجأت لمحامي فاذا زوجي يطلب مني التنازل عن كل شيء المهر وعفش البيت والمتأخر مقابل ان يطلقني، واضافت لماذا القانون يسانده ويقتلني لأبقى معلقة حسب مزاجية الزوج واهله. واعتبرت نفسها سناء محظوظة جدا بعد ان استمعت الى قصة النساء اللواتي يعانين الصعاب من اجل الحصول على حقوقهن الشرعية، حيث قالت انها تزور المحكمة الشرعية للحصول على وثيقة (لا مانع للسفر) لابنائها التي تحتاج موافقة الطليق على استصدارها كونه ولي على الابناء، وقد حضرت مع طليقها الى المحكمة لاستصدار هذه الوثيقة الذي كان موافقا على سفر اطفاله المقيمين مع الام اساسا شريطة ان لا يتدخله بالصرف عليهم ماليا، واكدت انها وافقت بالصرف عليهم ماليا، واكدت انها وافقت على طلبه مقابل سفر ابنائها. الزواج من غير اردني اما قضية (ف) التي تجرعت كأس المر من زوجها الاجنبي الذي كان يخدعها قالت تزوجته بارادتي ولم اكن اعلم انني ساتجرع اكأسا من العذاب بدلا من السعادة التي اوهمني ووعدني بها لقد طلبني من والدي ولم يوافق والدي عليه كونه ليس اردنيا لكنني اصريت على اهلي ان اتزوجه وتحديت والدي بالموضوع وبعد مرور خمس سنوات على زواجنا اكتشفت انه متزوج من ابنة عمه في بلده وعلمت انه تزوجني لمصلحة كانت عنده واصبحت الحياة مستحيلة معه وسافر وبعث لي ورقة الطلاق تاركا لي ثلاثة ابناء وها انا ادفع ثمن غلطة ارتكبتها بارادتي. قالت ام سمير بعد كر وفر على مدى سنتين في اروقة المحاكم الشرعية من اجل ان احصل على نفقة ابناء حيث كان طليقي يتهرب من هذه النفقة وبعد طول انتظار في المحاكم جئت لرفع رايتي البيضاء حيث تخليت عن حضانة اطفالي واريد ان اعيدهم لوالدهم لكي يحتضنهم لانني لا استطيع حضانتهم والصرف عليهم والان انتهت رحلتي المريرة في المحاكم الشرعية وبكت وقالت هذا القرار طعنه في قلبي لكنني لا استطيع اعالتهم والصرف عليهم لوحدي ووالدهم يتجاهل اعالتهم. رحلة شقاء ام داوود والبالغة من العمر 24 عاما لا تقل عما واجهته الاخريات من النساء ام داوود تقوم على تربية ابنائها الثلاثة وذلك بعد ان قامت لجنة الخبراء بامر من القاضي الذي قام بصرف نفقة لكل طفل 27 دينار شهريا وبدل حضانة 15 دينار تحصل عليها الام عن كل طفل ومع شح هذه النفقة فان الاسرة لا تحصل عليها بشكل منتظم حيث اكدت الام بان طليقها منذ طلاقها لا يلتزم بدفع النفقة ويتنصل دائما من واجبه تجاه ابنائه مؤكدة بان معاناتها مستمرة معه لعدم التزامه بما عليه من نفقة تجاه ابنائه حيث اكدت انها قامت بسجنه اكثر من مرة وبقي على ما هو عليه.