ابعاد معركة كوباني
النقابي ابراهيم حسين القيسي
لقد اصبحت عدسات التصوير و الاعلام يركز على صورة واحدة هي حرب امريكا و حلفائها على داعش , العيون اختزنت في هذه الحرب خلال الفترة الاخيرة صورة واحدة هي عين العرب كوباني , هذه المدينة السورية الكردية على الحدود التركية التى تدور فيها حرب طاحنة بين داعش و التحالف الذي يقصف بالطائرات مواقع داعش الوهمية , المحللون العسكريون يرون ان لكوباني موقع استراتيجي هام , وان السيطرة عليها يعطي داعش نوعا من السيطرة والتفوق في مساحة واسعة جنوب تركيا و شمال سوريا و العراق , الجميع اصبح ينتظر نتيجة ام المعارك كما تصور منذ اكثر من شهرين في كوباني وكأن حسم الحرب على تنظيم داعش معلق بنتائج معركة كوباني , الواقع ان ماكينة الاعلام الموجه للأسباب كثيرة تريد ان تجعل كوباني ام المعارك ومعركة الحسم كمعركة العلمين بين الحلفاء وجيوش هتلر التي كانت نتائجها حاسمة في مسار الحرب الكونية الثانية , كوباني ليست منتجة للنفط او الذهب وفقدانها او السيطرة عليها لن يغير في مسار الحرب الدائرة في جبهات العراق وسوريا , لكن جميع الاطراف المشاركة في هذه المعركة لها حسابات سياسية و عسكرية قريبة وبعيدة الاجل , بالنسبة لأمريكا اذا هزمت داعش سوف تظهر امام العالم انها صاحبة القدرة و الفعل وستكسب اعضاء جددا في التحالف وتمارس الابتزاز , واذا انتصرت داعش ايضا ستكسب كذلك امريكا حلفاء جدد لنصرتها وتمارس الابتزاز على دول المنطقة بحجة ايقاف وكبح جماح داعش , تركيا ستكسب اذا ما انتصرت داعش لأنها ستلجم الاتراك الاكراد الذين يسعون للإنقسام و التواصل مع اكراد سوريا والعراق لتحقيق حلم الدولة الكردية , نظام بشار سيكسب من انتصار داعش وطول المعركة لأن تركيز امريكا وحلفائها سيكون بإتجاه القضاء على هذا التنظيم , وستتاح الفرصة للنظام السوري للقضاء على باقي التنظيمات المناهضة له , ايران وحزب الله يعيشان حالة من الترقب و القلق لأن انتصار داعش يشكل رعبا شديدا لشيعة العراق و لبنان و الخليج , اما دول الخليج فستكون بين مطرقة امريكا وسنديان داعش الى ان ينتهي هذا المشهد , اسرائيل ترقب الوضع و في ذهنا التخوف من سكاكين الذبح ان تصل الى مقربة من الجولان نتيجة فقدان السيطرة على داعش