الشاهد -
ما يأخذانه من صندوق المعونة لا يكفيهما لاعالة اسراتيهما
سحر: لا اجد ما يطعم ابنائي ويقيهم برد الشتاء
رانيا: راتبي ادفعه ايجار منزل
الشاهد _ فريا البلبيسي
كتب القدر على الارامل مواجهة الحياة ومعاناتها وان يعشن محنة حقيقية تختبر ارادتهن وتكتشف معدنهن، يعشن في دوامة نفسية بعد ان غاب رفيق العمر وخطفه طائر الموت ورحل الى الرفيق الاعلى.
الشاهد من ضمن الحالات الانسانية التي طرقت ابوابها كان لهذه النسوة نصيب من اجل التطرق لمعاناة هذه الارامل والتي يعشن صعوبات جمة ناتجة عن غياب الزوج المعيل، حيث تحدثن وفتحن قلوبهن للشاهد وكانت تنساب الدموع منهن بغزارة وفي وجدانهن مرارة المجتمع من حولهن الذي لا يرحمهن ويبحثن عن يد حانيه تنتشلهن من الضياع ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. بعد اتصال وردنا من قبل جمعية الاسر التنموية مركز الاجتماعي في منطقة الهاشمي الشمالي والتي يترأسها السيدة ميسر السعدي ومدير الجمعية نها المصري من اجل الاطلاع على الخدمات المقدمة لاهالي المنطقة من قبل الجمعية والمشاكل التي تواجهها الجمعية، في تقديم المساعدات للعائلات الفقيرة الشاهد قامت بزيارة الجمعية وتحدثت مع مديرة الجمعية التي اكدت ان الجمعية هي مؤسسة مستقلة قادرة على المساهمة في تحقيق الامن الاجتماعي والاقتصادي للاسر الواقعة تحت خط الفقر في المجتمع المحلي المستهدف، لكن ضمن الامكانيات المتاحة لهذه الجمعية. واضافت المصري ان الجمعية لديها رسالة تقوم بها من اجل التمكين الاجتماعي والاقتصادي الواقع تحت خط الفقر في المجتمع المحلي المستهدف، وانها قامت بفتح روضة مرخصة من وزارة التنمية وقسم تجميل من اجل تدريب شريحة الفقراء، وقسم لتشغيل السيدات في الاشغال اليدوية والحرفية والعمل على بيعه في البازارات وتدريب في الحاسوب وتقوم على تكثيف الدورات في المنطقة من قبل برامج عدالة الاحداث للجانحين الاطفال والمعرضين للخطر وفي نهاية الحديث قالت المصري اننا نعمل ونكثف عملنا من اجل نساء المنطقة لتدريبهن وتعليمهن ما يمكن من محاربة الظروف القاهرة من فقر وجوع. وقالت المصري ما زلنا في بداية الطريق من اجل العمل في تحقيق محاربة الفقر. واكدت انه يوجد حالات من النساء الارامل اللواتي يعشن حياة سيئة ولا يستطعن الوقوف على ارجلهن في ظل الحياة الاقتصادية الصعبة التي تمر على بلدنا.
الحالة الاولى
ما اصعب الحياة على امرأة ما زالت شابة تركها زوجها في بداية الطريق وما زال ابنائها صغارا بحاجة الى رعاية والدهم في امور حياتهم لقد ذهب الامان والحنان على هذه الاسرة وترك الام والزوجة تعاني الاما نفسية وجسدية وصعابا شتى دون ان تمتد يد رحيمة لهم من اجل التخفيف من اعباء الحياة التي تواجههم سحر ابو عزب ارملة منذ خمس سنوات وهي من سكان الهاشمي الشمالي وهي ام لسبعة ابناء جميعهم على مقاعد الدراسة قالت سحر توفي زوجي بعد معاناة مع المرض ولم يترك لنا دخلا يعيل هذه الاسرة التي ما زالت افرادها بحاجة الى اعالة فهم ما زالوا صغارا وعند وفاة زوجي اغلقت الدنيا في وجهي ولم اجد من يقف الى جانبي وابنائي وعشنا حياة الضنك والجوع وغالبا ما ينام ابنائي بدون عشاء وبطونهم خاوية ويشتهون الطعام والحلويات والملابس الجديدة، عندما كنت ارى ابنائي يحلمون بها ابكي حرقة وكلامهم يزعجني لانني لا استطيع تحقيق هذه الاحلام والتي كانت في السابق غير ذلك ومتوفرة لهم في جميع الظروف والاوقات. لكن الحال تغير الى الاسوأ ويجب ان اتحمل القهر والجوع من اجل الصمود لمواجهة التحديات هذا هو حالنا بعد وفاة زوجي الدموع وقرقعة بطون ابنائي الخاوية ووجوههم الشاحبة والمصفرة من البرد في الشتاء، واكدت سحر انها تعاني من ارتفاع ايجار المنزل الذي تعيش فيه فهي تدفع شهريا مبلغ 160 دينارا وذلك دون الماء والكهرباء، وقالت الأم ان لديها ولدين تقوم على تدريسهم في الجامعة وان ابناءها اذكياء وتحصيلهم العلمي ممتاز وانها تقوم على اعالة ابنائها من صندوق المعونة الوطنية وبمبلغ شهري قيمته 155 دينار واكدت الام ان هذا المبلغ لا يكفي لانها تدفعه ايجار منزل وتزيد عليه وناشدت الام من وزارة التنمية الاجتماعية ان تزيد المبلغ من اجل ابنائها الذين يدرسون بالجامعة وان تعطيهم منزلا من اجل ترك المبلغ لاعالة اسرتها. ونحن بدورنا نطلب من وزارة التنمية الاجتماعية مساعدة الارملة التي ثقل كاهلها بتعليم ابنائها واعطائها منزلا من اجل اعالة ابنائها من المبلغ الذي لديبها من قبل وزارة التنمية فهي تقوم بدفع كامل المبلغ ايجارا للمنزل.
الحالة الثانية
طرقت الشاهد باب منزل آخر في منطقة الهاشمي الجنوبي وتعيش هذه العائلة ظروفا اقتصادية قاهرة فهي ام ارملة ولا يوجد لها معيل وزوجها لم يترك لها شيئا تعيش منه مع اطفالها فهي تصارع في هذه الدنيا القاسية لوحدها. رانيا وهي ارملة منذ تسعة اعوام وهي ام لاربعة ابناء جميعهم على مقاعد الدراسة وهم ما زالوا صغارا. حيث قالت رانيا توفي زوجي وكان ابنائي اطفالا وتركني اصارع صعوبة الحياة معهم فهم اطفال ومتطلبون ولم يترك لنا شيئا يعيلنا ولا ايد حانية تعطف عليهم سوى رحمة ربي فقط. الجوع وبرد الشتاء كان من اهم وابرز المصاعب التي صادفتنا فانا لا استطيع توفير الدفء لاطفالي ولا استطيع توفير الحساء والملابس الدافئة لهم فابنائي طوال الوقت وجوههم صفراء وعظامهم تؤلمهم من برودة الشتاء فانا لا اجد لابنائي الدفء لانني لا املك النقود فكنت اضع عليهم الاغطية (الحرامات) من اجل ان ادفئهم وابنائي غالبا ما يبكون لانهم يشعرون في ساعات الليل بالجوع وانا غالبا لا اجد ما اطعمهم اياه سنوات من الحرمان والدموع عشتها مع اطفالي والان اعيش حزنا اخر فابنائي يحلمون بملابس واحذية جديدة وانا لا استطيع ان اشتري لهم الجديد ويحلمون بحقائب مدرسية وملابس جديدة وانا لا استطيع ايضا توفير ذلك وابنائي غالبا ما يحرجون من استهزاء ابناء المدرسة بهم لانهم لا يرتدون الزي المدرسي الجديد ولا يتوفر لهم اخذ المصروف والساندوش المدرسي الم اقل ان ابنائي ما زالوا يعانون الحرمان، وقالت رانيا انني اتقاضى من صندوق المعونة الوطنية راتبا شهريا قيمته 120 دينارا وادفع ايجار منزل شهريا 85 دينارا عدا الماء والكهرباء ولا يتبقى لي ولاسرتي شيئا، وناشدت الام وزارة التنمية رفع قيمة الراتب الشهري لها لانه قليل والحياة المعيشية صعبة جدا وطالبت الام راتبا من وزارة التنمية الاجتماعية توفير سكن لها ولعائلتها يمكنها من توفير الراتب الشهري الذي تتقاضاه من صندوق المعونة الوطنية ليكون مصروفا لابنائها ليعيشوا حياة كريمة بدلا من اعطائه لمالك البيت الذي يعيشون فيه ايجارا شهريا بدلا من اقامتهم في البيت، واكدت اننا نستحق وابنائي ان نحيا حياة كريمة فانا لا استطيع حيالهم شيء اريد منزلا يشعرني وابنائي بالامان السكني. كما ناشدت اهل الخير مساعدتها وابنائها في معيشة اسرتها الصعبة ونحن بدورنا نقول لاهل الخير انها ارملة وحياتها صعبة والظروف المعيشية اصعب ونقول لصندوق المعونة الوطنية ان تزيد من راتب هذه الاسرة التي لا تكفي الا لايجار المنزل الذي يأويهم.