التاريخ يعيد نفسه
القنابي ابراهيم حسين القيسي
عادت سيناء الى واجهة الاحداث بشكل مثير بعد أن غابت عن الاحداث لفترة طويلة , هذه سيناء التي على اطرافها غرق فرعون وهو يتتبع نبي الله موسى ومعه بني اسرائيل للفتك بهم وهي ذاتها التي تاه فيها بنو اسرائيل اربعين عاما , وفيها كلم الله عز وجل نبي الله موسى وتنزلت عليه فيها ايضا الواح التورات , منها عبرت جيوش المماليك لملاقات التتار و هزيمتهم , ومن خلالها كذلك عبرت جيوش الحلفاء في الحرب الكونية الاولى لاحتلال فلسطين التي كانت تحت الحكم العثماني , سيناء صحراء وجبال وشواطئ وخلجان وعمق استراتيجي لفلسطين وسيرة شعوب وشاهدة على احداث غيرت التاريخ و على ترابها هلك خلق كثيرين , كل شهور السنة لها احداث كأكتوبر شهر النصر و العبور , في سيناء رفح ولها جارة فلسطينية اسمها رفح كانت ذات يوم جسد واحد وشعب واحد ثم صارت اثنتين ايام الاحتلال البريطاني , عقب نكبة فلسطين عادت رفح بشقيها جسدا واحدا تحت ادارة الحكم المصري , بعد نكسة حزيران بقية موحدة تحت الاحتلال الاسرائيلي , وعندما عقد السادات اتفاقية كامب ديفد قسمت رفح الى رفحين واحدة تحت الاحتلال الاسرائيلي و الاخرى في سيناء التى قيدت بكامب ديفد وأصبحت هامشا من الهوامش خوفا من ان تتكون فيها كثافة سكانية تؤثر على الكيان الصهيوني , اليوم وبكل اسى تجري عملية جراحية عنيفة من قبل الجيش المصري لقطع وبتر ونسف شرايين التواصل بين رفح ورفح بحجة مكافحة الارهاب في سيناء , وكأن رفح المحاصرة المحتلة تصدر الارهاب وتؤثر على الامن القومي المصري بمنطق لا يستوي و العقل فرفح فلسطين محاصرة تبحث عن الخبز و الحرية و الخلاص من الاحتلال و رفح سيناء تعاني من الاهمال و التهميش و النسيان و حال الرفحين واحد , البحر في عهد فرعون كان في جزء منه عازلا وفاصلا بين مصر و سيناء لكنه خضع لعصا موسى و ابتلع فرعون وجيشه , المنطقة العازلة بين رفح ورفح التى يتم انشاؤها لن تدوم فعصا التغير التي اغرقت فرعون على يدي نبي الله موسى لن تكون اخر المعجزات و من بيت فرعون سيأتي التغير لأن التاريخ دائما يعيد نفسه .