هل يعود زمني الرومانسية ..؟
علي القيسي
قبل عقدين من الزمن تقريبا، كان الناس في البلد يعيشون حالة انسجام نفسي ومعنوي ووجداني .. كان لدى معظم الناس في المجتمع الاردني، قناعة ورضى وزهد يرضون في عيشهم وفي حياتهم، يوهم مطمئنوي البال والحال .. كانت المعيشة عادية، والنفقات ضمن حدود الرواتب والدخول تقريبا، فكان المزاج الشعبي للناس طيبا ومتسامحا .. ليس هناك فجوة كبيرة في المجتمع الاردني، كانت ثمة طبقة متوسطة، وهذه الطبقة الاجتماعية هي بمثابة ميز ان يعادل المسألة الاقتصادية بين الفقير والغني، انا اذكر ان الناس في فترة الثمانينيات كان لديهم الاحساس الجميل في الحياة، وكان ينعكس ذلك على المعاملة الطيبة، بين الاهل والجيران والزملاء والاصدقاء، التعامل كان بالمشاعر الطيبة وبالثقة المتبادلة، والاحترام، كان للحب والمحبة اجواء رومانسية بين طبقات المجتمع الاردني، فالطيبة والتواضع والبساطة، هذه المفردات الجميلة، كانت عنوان تلك المرحلة من حياة الاردنيين حتى ان الشباب انذاك كانت حياتهم منسجمة مع واقعهم وطموحاتهم واحلامهم فالانحراف كان محدودا والجريمة تكاد تحدث بالصدفة، كنا نرى الناس في عمان يتابعون الافلام والاغاني الرومانسية، التي تبعث بالنفس والروح السكينة والاطمئنان وفي القلب الفرح والسرور، هذه الرومانسية غابت عن حياة مجتمعنا الاردني، وحلت محلها مشاعر التوتر والقلق والخوف وايضا تحجرت القلوب وغابت المشاعر الانسانية لدى الكثير من الناس. للاسف من يستمع اليوم الى نداء المشاعر والعواطف والاحاسيس الانسانية الجميلة الكل اليوم مشغول في جمع المال والمال اصبح هو كل شيء في الحياة وهذا التغيير في حياة المجتمع الاردني سببه التطور السريع في حياتنا العصرية واصبحنا ندور في ظل عالم متغير، في ظل الانفتاح الواسع على جهات الارض الاربع. حيث اختل التوازن وضاعت القيم النبيلة وغدونا اقرب الى الانسان الآلي.