قبل وبعد الزواج..!؟
علي القيسي
تجد الشاب او الفتاة في بلادنا العربية، كل منهما يبالغ في اهتمامه بالاخر ..!؟ وذلك في اطار العلاقة العاطفية .. ان كانت هذه العلاقة خطوبة، او محبة وعشقا وغالبا في فترة الخطوبة، حيث تجد الاهتمام والتكلف والظهور بمظهر غير عادي للشخص امام الاخر في منتهى المثالية والنموذجية!!
ما ان يقابل الخطيب خطيبته، او الحبيب حبيبته، حتى يصبح الوقت او الزمن غير ممل وسريع النهاية، نظرا لمدى اللهفة والانسجام والحميمية التي تربطهما، اذ يظهر كل منهما كل ما لديه من الاهتمام بالآخر، من حيث اختيار كلمات اللطف والرقة والتهذيب، والظهور باجمل اللباس والاناقة وضبط الحركات وتهذيب السلوك والمجاملة الراقية، المتضمنة الاعجاب والشوق والدهشة، قبل الزواج يتصف كل منهما بالايثار والتضحية والتفاني، والحرص علي عدم جرح المشاعر، او التفوه بكلمات قد تؤذي مشاعر الطرفين، في ايام الحب والخطوبة، كل منهما ينتظر الاخر على احر من الجمر، لحظات الانتظار تمر كأنها ساعات وايام. تتسارع دقات القلوب عند رنين الهواتف، فايام الخطوبة ايام جميلة كل واحد منهما يتعرف على الاخر، وبذات الوقت يبذل الاهل قصارى جهدهم كي يتزوج الخطيبان، لا يريدون ان تطيل هذه الفترة اكثر من اللزوم، خوفا من فتور العلاقة او وقوع المحظور قبل الزواج، او من حساسية اهل الفتاة وانزعاجهم من خلوات الشاب مع ابنتهم! ولكن بعد الزواج يبدأ العد العكسي، للعلاقة شيئا فشيئا في التراجع خاصة بعد العام الاول او قبل ذلك، كل شيء يتغير، السلوك والمعاملة والمجاملة، كلمات الحب والرقة، تختفي شيئا فشيئا من حياتهما، الاهتمام بالمظهر يغيب، تنطفي الدهشة واللهفة، يظهر كل منهما على حقيقته الطبيعية امام الاخر تصبح الزوجة لا تهتم بزوجها كما كانت، لا تعتني بمظهرها واناقتها وشكلها وعطرها، وكذلك الزوج، يجلسان لساعات دون ان يتكلما مع بعضهما البعض، اجواء من الرتابة والملل تظلل حياتهما، تكثر مسؤوليتهما عند مجيء الاطفال يبتعدان عن بعضهما، يهتمان بامور الاطفال وشؤونهم، الزوجة لا تضع المساحيق والالوان على وجهها، لا تتزين، لا ترتدي احلى الفساتين لا تسرح شعرها، والزوج يذهب للسوق بالبيجاما يحضر الفوط والحليب .. الرومانسية غدت في خبر كان.
(فالزواج مقبرة الحب).