ناجح الصوالحه
مسيرة مجيدة قادها أبناء هذا الوطن وكنا نخرج أقوى بكثير بعد كل نكسة تواجه مسيرتنا ونبني عليها ما يفيدنا في المستقبل, ألم تفتح لنا أبواب الدول الأخرى لما نمتاز به من رفعة الخلق وحسن التعامل والإخلاص للغير فكيف بنا مع هذا الوطن؟ في كل بقعة من بقاعه البهية بناسها كان هنالك نقاط مضيئة تعبر عن دور الدولة وأبناء تلك المناطق ودورهم في البناء, كان الجنوب والشمال والوسط يسير في خطا ثابتة في تنفيذ مشاريع يهدف من خلالها أن يكون ابن تلك المناطق في مستويات مقبولة من الرضـى والتوافق مع مقدرات وإمكانيات الوطن والقناعة في الموجود, الدولة تذهب إلى أطراف الوطن وتقدم المتاح وتحظى بالرضى والمباركة, في تلك البقاع وجدت رموزاً وأصحاب همم كان لهم الفضل في سيادة قيم الفداء والعز والبهاء والتطور, من تلك المـناطق عاند أصحابها قسوة الطبيعة والفقر وشح الموارد, من تلك المناطق كان الطبيب والمهندس والعسكري والمزارع, كانت مناطقنا تتباهى بهؤلاء صناع المجد والأوطان.
تخلخلت كثير من ثوابتنا في السنوات الأخيرة وتدخل في بعضها السوس, من سمح لهذا السوس أن يرافق مسيرتنا التي بنيت بعرق شرفاء هذا الوطن؟ كان ملوك هذا الوطن منذ ولادة هذه الدولة وهم في تنقل من مكان لأخر لنزيد البنيـان مهابة, ألم يقترن الأردن بالحـسين العظيم في تلك الدول العريقة, ظروفنا واقتصادنا مكشوف ومعروف للغالبية ونعاني من عجز في المـــــالية العامة كغيرنا من الدول, بعضنا أقنع نفسه أن النهب من المال العام هو ذكاء حاد وتعتبر من القدرات المرغوبة لمسايرة الواقع, لن ننكر بأن أبناء هذا الوطن في ضائقة معيشية صعبة وقد أشار لها وبشكل مستمر جلالة الملك عبد الله الثاني في جميع لقاءاته مع أبناء هذا الوطن.
يود قلة أن تتكرر مشاهد التصادم والاختلاف والتجاذب غير المجدي ولا يؤدي الدور الحســــن في معالجة الخلل, هذا الوطن لنا ونحن من يودي به إلى الهاوية أو يرفع قيمته لعنان السماء, قنوات التواصل مستمرة بين الدولة وأبنائها ونشاهد بشكل دائم جلسات المشورة والتشارك يقيادة الملك في البحث عن الحلول وما يلائم بلدنا من سبل النهوض بمسـتوى الوضع الاقتصادي، ومحاربة أصحـاب النفوس المريضة ممن يسعى أن يذهب بهذا الوطن إلى الخراب ممن كان محل ثقة قيادتنا وأبناء هذا الوطن, لنذهب مع بعض إلى النقاط الإيجابية والبعد عن بؤر العجز, أبناء هذا الوطن هم من كانوا أعمدة البناء والرفعة ولن يقبل أن نوافق من يسعى للذهاب بنا إلى طرق اللاعودة, سيبقى الأردن دولة قانون ومؤسسات وحوار وإيجابية, ترجع للخلف وتسرد في مخيلتك ما مر به هذا الوطن تجد بأننا كنا من أفضل دول المنطقة في تكاتفنا ومحبتنا لبعضنا وقيمنا تسمو ونرتقي لمـستوى نباهي به من يجاورنا ويراقبنا من دول وشعوب أخرى.