اسـتباقـيـة محــاربــة الإرهــاب
د. محمد طالب عبيدات
نفّذ نسور سلاح الجو الملكي الأردني وأبناء قواتنا المسلحة الباسلة الأشاوس ضربات جوية مركّزة جاءت في وقتها ضد الإرهاب وتحديداً ضد تنظيم داعش «الإرهابي» في سوريا، وشارك الأردن في الضربات الجويّة دول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وضمن عشر دول عربية أيضاً، والقصف هذا كان للأفكار الهدّامة والظلامية والمسمومة التي يمتلكها تنظيم داعش المسيء بتصرفاته وسمومة للإسلام والمسلمين ويشكّل خطورة على دول المنطقة واستقرارها، لا بل أنه يعكس صورة عالمية قاتمة ومظلمة عن ديننا الحنيف وأمتنا العربية، وكان القصف أيضاً على المؤامرات التي تُحاك في عتمة الليل، وكان بمثابة رسالة رادعة للإرهابيين في عقر دارهم.
مشاركة الأردن كانت كخطوة استباقية ووقائية بحتة للتهديدات المتوالية التي تلقيناها من هذا التنظيم الإرهابي والذي أعلنها مراراً بأن الأردن هي وجهته القادمة، وحاولوا فعلاً اختراق حدودنا والتسلل إليها من الجهتين الشرقية والشمالية، ولهذا فإن من حقنا الدفاع عن أمننا الوطني ومنع أي محاولة بائسة من اختراق حدودنا والعبث بأمننا ومحاولة زعزعة استقرارنا والمساس بالأمن والهدوء الذي ينعم به أبناؤنا في منازلهم ومدارسهم وجامعاتهم وأسواقهم وشوارعهم وكل مكان.
فكانت الضربات الموجعة لأوكار الإرهاب كرسالة استباقية قوية للمحافظة على مصالحنا الوطنية العليا وتؤشر على أن حدودنا وأمننا الوطني خطوطا حمراء وعصيّة على كل من تسوّل له نفسه محاولة النيل من استقرارنا ووحدتنا وحدودنا وأمننا، وكانت لتؤكّد جهوزية قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية لأي طارئ يهدد أمننا الداخلي أو الخارجي لا سمح الله تعالى، وجاءت لتؤكّد التناغم الحقيقي بين القيادة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في الوقت الذي صرّح فيه جلالة الملك المعزّز إبّان زيارته لأمريكا جاهزية الرد على معاقل الإرهاب فكان الردّ على أرض الواقع.