هنا الأردن وام الجمال وثعلب الدروع والكرامة لك بالمرصاد
د.لؤي بواعنة
يبدو ان الكثيرين لا يقرأون التاريخ ومنهم الإسرائيليون، وخاصة اؤلئك الإعلاميين المتبجحين.. أمثال ايدي كوهين الذي يحاول بين الفينة والآخرى زج واقحام نفسه بالشان الأردني محاولة منه للعبث بالجبهة الداخلية او إظهار معرفته بدقائق الأمور في الأردن في حين انه لايعلم عن الأردن شيئا ، ونحن بدورنا نقول يجب عدم الاهتمام و الالتفات إلى خزعبلاته هذه وتعليقاته المثيرة للجدل في كل مره ، لكن هذا في الوقت نفسه لا يعني تركه وشانه يلهث كما يريد بقصد التشويه والإثارة. كما لا يعني هذا عدم الرد على غروره وعبثيته وتصيده لنا في نواحي تخص سياستنا الداخلية والخارجية ، بل يجب الرد محاولة منا لوضع الأمور في نصابها، وتعرية ارائه الواهنة، التي لا تستند إلى الحجج الدامغة، بقدر ما هي إلا محاولة للفت الانظار والاستعراض والسعي لتغيير الحقائق والعبث واشغال الرأي العام الأردني ليس اكثر، علما ان كوهين هذا ممن لا يقرأ التاريخ الأردني ونضاله في فلسطين ولا يعي قيمة بطولات الجيش العربي الأردني الذي قاتل ودافع عن القدس وغيرها واذل اجداده من اليهود في أحلك الأوقات والظروف السياسية و الدولية . وفي الحقيقة ما أود قوله اننا نحن لسنا بحاجة للمديح من هؤلاء او لشهادة إقرار ببطولاتنا من اؤلئك الجبناء المرتزقة بقدر دعوتهم الرجوع للتاريخ والهزائم التي الحقها بهم الجيش العربي الأردني في اللطرون وباب الواد وغيرها.. كما عليهم قبل تلك التصريحات والعنجهيات مراجعة تصريحات مسؤوليهم إزاء بعض المعارك و المواجهات العسكرية مع الجيش العربي الأردني .
هناك العديد من الرسائل الأردنية التي يجب توجيهها لمثل هؤلاء الإعلاميين، وهي في الحقيقة عبارة عن رسائل حقيقية تستند للواقع والتاريخ فقط بعيد عن النظير والسوشيال ميديا،، تلك التي لابدلمثل إيدي لكوهين وأشكاله آن يعرفها عن الأردن وقيادته وجيشه في الازمات و الملمات. نذكر كوهين باسراهم من الحي اليهودي في حربنا معهم على ثرى القدس عام ١٩٤٨م حيث حاربهم جنود جيشنا الباسل من منزل إلى منزل ومن غرفة إلى غرفة، عندما حاول اليهود الدخول للقدس وفشلوا بعد نفاذ ذخيرتهم، فارسلوا لقائد الكتيبة السادسة عبدالله التل في ٢٨ /٥/ ١٩٤٨م يطلبون الاستسلام، وقد مثل الحي اليهودي (مردخاي فون جارتن ) في تلك الوثيقة الاستسلامية ، ونصت شروط الاستسلام على إلقاء سلاح القوات اليهودية بالقدس وتسليمه للجيش العربي، واخذ المحاربين منهم أسرى حرب، وسمح الشيوخ والنساء والأطفال والجرحى بالخروج من القدس القديمة الجديدة، في حين اخذ المحاربين من الرجال منهم أسرى حرب وأرسلوا إلى معتقل ام الجمال في المفرق الأردنية، وبلغ عددهم يومها ٣٥٠ أسير. فهل تذكر كوهين ذلك الحدث واؤلئك الابطال من جنود الجيش الأردني الذين تمكنوا من دحر اليهود بالمتاح معهم انذاك من السلاح حيث المدفع والرشاش وفوق ذلك كله كانت الكرامة والشرف والتصميم والارداة والشجاعة.
نذكر كوهين وحكومته من وراءه بحي الشيخ جراح الذي يحاولون اليوم الانتقام منه ومن أهله بممارسة كافة الانتهاكات والمتمثلة بإخراج أهله من بيوتهم.. ففي حي الشيخ جراح عام ١٩٤٨ بالقدس، جرت معركة شرسه بين أبطال الجيش العربي وبين اليهود، ودافع فيها الجيش الأردني عن القدس فكانت من أعنف المعارك من أجل القدس وعروبتها واشهرها وأكثرها ضراوة، فقد أظهرت هذه المعركة أقدام وبسالة الجنود الأردنيين فكان نصرنا فيها لدخول القدس ومدبنتها القديمة وعزل الحي اليهودي في القدس القديمة. . ونذكره أيضا بمعركة النوتردام في القدس والتي قدم فيها الجيش الأردني قرابة المائة بين شهيد وجربح، تلك المعركة التي قال فيها قائد الكتيبة الثالثة نيومان عن معاناة اليهود "فإنه بالنسبة إلى اليهود كان يوما داميا ومذبحة لهم".
من المناسب يا كوهين الرجوع إلى تصريحات رئيس اركانكم حاييم بارليف، إثر معركة الكرامة عام ١٩٦٨م وهزبمتكم النكراء فيها عندنا صرح قائلا "ان إسرائيل فقدت في هجومها الاخير على الأردن، آليات عسكرية تعادل ثلاث اضعاف ما فقدته في حرب حزيران عام ١٩٦٧م ". في هذه المعركة هزمتم بفضل تلاحم القيادة مع الشعب كما هو حالها دوما.. كان الملك الحسين يعطي توجيهاته الحكيمة ويشحن الهمم، وكان الجيش لكم بالمرصاد وكان القائد الميداني البطل الفريق مشهور حديثة الجازي يدير المعركة فهزمكم الجنود والضباط بالشجاعة والتصميم وقوة النار وقوة الجهاز الاستخباري، حتى رجعتم تحملون اذيال الخيبة والفشل، بعد أن خططتم وخيل لكم انكم قادرون على احتلال السلط وعمان، فاجبرتم على الانسحاب عن الأرض الأردنية رغم كل خسائركم. نذكركم بعدد قتلاكم على يد جنودنا الابطال الذي بلغ ٢٥٠ قتيلا وجرحاكم ٤٥٠ جريحا، و٧ طائرات وعدد كبير من الآليات.فهل هذا الجيش العظيم بقوته وبسالته وبايمانه التي هزمكم كل هذه الهزائم قادرون على دحره بساعات كما تدعي.. خسئت وخسئ جنودكم الجبناء ، وحكومتكم الرعناء وجيشكم المرتزق الذي لا يصل لمستوى الجيش الأردني حيث عشقه للارض وعراقة للتاريخ وامتزاج دماء اجداده بهذه الأرض كما هو الشعب الأردني منذ البعثة النبوية للان.
واذكركم يا كوهين بهزبمتكم أمام جنود وضباط الجيش العربي و سلاح الجو الملكي الأردني في قرية السموع عام ١٩٦٦م عندما لقنكم الشهيد موفق السلطي وقائد لواء حطين بهجت المحيسن درسا لا تنسوه هو ورفاقه من جنود وضباط الجيش العربي عند محاولتكم استهداف الأردن وأمنه وجيشه وحدوده وقراه،، حيث تمكن الجيش الأردني من دحر القوات المعادية في نهاية اليوم رغم تفوقهم التسليحي. وادركت إسرائيل والعالم بسالة الجندي الأردني وقدراته القتالية.
وفي اللطرون يا كوهين بطولات لا تنسى لهذا الجيش العربي المصطفوي، صاحب الرسالة والتاريخ، والأرض الأردنية التي لديها من القوة البشرية من عشائر وغيرها القادرة على الدفاع عن نفسها وحدودها ونظامها السياسي.. ففي معارك اللطرون الأولى حول القدس بعد معاركه الطاحنة معكم خسرتم ٧٠٠ قتيل يهودي ، وبلغ مجموع قتلاكم وخسائركم في اللطرون أمام الجيش الأردني اكثر من ١٣٠٠ قتيل يهودي . قدم خلالها الأردن العديد من الشهداء، حتى أن الملك عبدالله الاول فرح بهذا النصر فزار على الفور تلك الكتيبة الرابعه بقيادة حابس المجالي ووصفها بالرابحة بدل الرابعة..
اذكرك يا كوهين باحد الضباط الأردنيين الشجعان الذي اعتقد انكم لا تنسوه لدوره ز حيث الوقوف في وجهكم و تمكنه من إيقاف تقدمكم في سوريا.. انه ثعلب الدروع العميد خالد هجهوج المجالي، الذي الحق بكم هو وجنوده وفق خطة محكمة هزيمة لا تنسى أثناء حرب رمضان عام ١٩٧٣م حيث اللواء المدرع الأربعين، الذي تعاون مع الفرقة المدرعة من الجيش العراقي لصد هجومكم وتوغلكم داخل الأراضي السورية ، فكان لكم ثعلب الدروع وجنده بالمرصاد، فحال دون وصولكم لدمشف عندما كنتم على بعد ٣٠ كم منها. وقدم خلالها الجيش الأردني ٢٤ شهيدا وعددا من الجرحى. وها هو اللواء الأربعين اليوم يجدد المسيرة والنهوض في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ليكون لكم بالمرصاد من جديد بدبابته الجديده (سنتارو ).والقادر بعون الله وقيادته وجنوده البواسل الدفاع عن ثرى الأردن وهز حصونكم الكرتونية في عقر داركم في تل أبيب بهمة نشامى القوات المسلحة المدربة والمؤهلة والمسلحة بالإيمان والشجاعة ضد اي غاصب ومتطاول ومعتدي.فهذا جيش له تاريخ وعراقة فنحن متلاصقون بهذه الأرض ندافع عن الشرف والعرض والأرض ولسنا طارئين غرباء كما هو انتم...