الشاهد - نعت الفاضلة هيفاء البشير المربية سليمة القماز.
وتاليا ما كتبته البشير:
ليس أصعب من الفراق، هيَ بالنسبة لي زميلة وابنة بلد بنكهةِ أخواتي اللواتي عشتُ بعيدةً عنهنّ؛ بسببِ الالتحاق ببلدِ الزّوج، وليسَ أصعب أيضاً من اختزالِ الغائبة الحاضرة "سليمة القمّاز" في خاطرةٍ وهو ليس بالأمرِ اليسير.
أختي سليـمة القـمـاز عليكِ رحمة الله ورضوانه، لقد كنتِ قمةً في الخُلق، كما كنتِ قمةً في العطاءِ والقدرات، زميلةً وصديقةً مُـخلصةً يوم عملنا سوياً في ستينيّات القرنِ الماضي في مدارسِ وزارة التربية والتعليم في مدينة السلط، كنتِ تربويةً قديرةً تملكين ناصيةَ اللغة، بفترةٍ تعتبرُ قمةً في العطاء والعمل، كما كنتِ قمةً في الوفاءِ بصداقةٍ وزمالةٍ عزّ نظيرها.
افترقنا بعدها بسببِ ظروف الحياة، لكن العلاقةَ الجميلة لم تنفك يوماً، ولطالما اعتبرتها كنزاً لا يفنـى.
لم تتخلِ يوماً عن مبادئ العملِ البنّاء، يومَ أسّست مدارساً في حاضرةِ البلقاء، فكانت خدمةَ وطنٍ قبل أن تكونَ مشروعاً استثمارياً، وقيمتها المعنويّة عندكِ تجاوز أيّ مردودٍ مالي، ملأتِ فراغاً لم يسبقكِ إليه أحدـ وخرّجتِ أفواجاً تمّ إعدادهم خُلقاً وأدباً وعلماً وعملا.
وشهادةً بكِ.. لم تُهملِ يوماً دورِك الأُسري، فجُمانة وشقيقتها وأخوانهما نماذجٌ للمواطنةِ الحقُة، والخلف الصالح الذين نعتزّ بهم.
للعائلة ولزوجك الدكتور مـحمد العطيات "أبو خلدون" حفظهم الله تعازيّ الحارة، ولا نقولُ إلاّ ما يُرضي الله.. إنّا لله وإنا إليه راجعون، والبقاءُ للهِ وحده، ولا حولَ ولا قوّةَ إلاّ بالله.. فليرحمها اللهُ برحمته، ويُـنزلها منازلَ الصالحين، اللهمّ أجزِها عن إحسانِها إحساناً، وعن صبرِها عفواً وغفراناً، عظّمَ اللهُ أجركم، وجبرَ مُصابكم، وأحسنَ عزاءكم، تعازينا الحارّة للعائلةِ وأهلها ومحبيها وتلاميذها.
عليكِ رحمة الله وإلى جنّاتِ الخُلد.