الشاهد -
الشاهد – عصام الغويري وخالد خشرم
بالرغم من مجاورتها العاصمة وبالرغم من وقوعها في قلب المملكة الا أن محافظة الزرقاء والواقعة شمال شرق العاصمة عمان بحوالي 20 كيلو متراً وبمساحة تبلغ60 كيلو متراً تقريباً يسكنها ما يقارب 911500 نسمة تعاني من عديد المشكلات ووافر السلبيات على مختلف الصعد سواء الخدمية ,الصحية ,الإجتماعية والبيئية منها فلا تنمية حقيقية في المحافظة ولا إصلاحات تواكب مشكلاتها , علاوة على التخبط الكبير الذي تشهده بلدية الزرقاء والقرارات المتسرعة التي تتخذها إبتداء من قرار هدم الكثير من الأكشاك في مجمع الملك عبدالله للحافلات ومن ثم إعادة بنائها بعد هدمها وكأن البلدية تتمتع بفائض كبير بميزانيتها وبدأت بتجديد مباني المحافظة مع العلم بأن البلدية وقبل عديد الشهور تأخرت عن دفع الرواتب لموظفيها بسبب العجز المالي فيها ,إضافة الى معاناة سكان المحافظة من سوء خدمات الصرف الصحي المقدمة لهم ,وتدني مستوى الخدمات الطبية في مستشفاها الحكومي ومراكزها الصحية .
أموال فائضة في بلدية الزرقاء!!!!
بعد أن تسلم محمد موسى الغويري رئاسة بلدية الزرقاء أمر بهدم بعض الأكشاك الواقعة في مجمع الملك عبدالله للحافلات (المجمع القديم) بداعي القيام بأعمال إعادة هيكلة وتصميم وتجديد للمجمع ليتم فيما بعد إعادة بنائها مجدداً ومن قبل الرئيس الجديد للبلدية المهندس فلاح العموش ,لنجد السؤال هنا هل أموال البلدية فائضة ؟وهل أن هدم مصادر رزق الكثير من المواطنين بالامر الهين ؟وهل أن البلدية لا تستطيع إتخاذ القرار المناسب من خلال التخطيط بشأن إبقاء هذه الاكشاك أو إزالتها وتعتمد اسلوب التجربة في قراراتها؟ وبما أن البلدية قادرة على هدم المباني وإعادة بنائها من جديد إذاً لماذا لم يكن بمقدورها الإيفاء برواتب موظفيها بالوقت المناسب وأخرت تسليمها لهم؟ وقد أثار هذا الموضوع الكثير من الجدل بين ابناء المحافظة مما إستدعاهم للشك في القائمين عليه وتقدم بعض أصحاب هذه الاكشاك بشكاوى رسمية لمحكمة بداية الزرقاء تطالب بإعادة بناء هذه الاكشاك قبل أن يتم بناؤها من جديد.
"الغويرية" .....على ضفتي نهرالصرف الصحي
يعاني اهالي المحافظة من مشكلة شبه إنعدام النظافة في كثير من أرجائها علاوة على السوء الكبير في مستوى خدمات الصرف الصحي المقدمة لهم فكثير من أنحاء المحافظة لاتحضى بأدنى درجات النظافة كالمنطقة الواقعة على جنبات سيل الزرقاء وحي الامير عبدالله"الغويرية" المعروفة بإنسداد قنوات الصرف الصحي فيها على مدار الاسبوع وفيضانها في الشوارع مما يؤدي الى إصابة سكان الحي بالامراض الناجمة عن التلوث الناتج عن هذا الفيضان في قنوات الصرف والذي ما يزال المعضلة الرئيسية بالنسبة لسكان الحي منذ سنين بعيدة ,كما وتتجلى مظاهر قلة النظافة وشبه إنعدامها في أماكن تواجد حاويات النفايات والتي دائما ما تمتاز بتحولق أكياس القمامة حولها وتبعثرها في الشوارع في مشهد يشهد بالتقصير الكبير من قبل بلديات المحافظة .
إنتشار كبير للمتسولين والتنمية في سبات
ومن أكثر السلبيات إنتشاراً في المحافظة هي التواجد اللامحدود للمتسولين والإهمال الكبير من قبل وزارة التنمية الإجتماعية في متابعة هذه القضية فهؤلاء المتسولون تجدهم أينما حليت أو إرتحلت في المحافظة يمارسون "مهنتهم"دون خوف من أحد وبكل راحة نفسية تامة مصدرها إهمال وزارة التنمية الإجتماعية لهم ,ومما هو ملاحظ أيضا من بين متسولي "الزرقاء"هو أن الكثير منهم شباب في ريعان الشباب أو إناث في مقتبل العمر تنظر اليهم متسائلاً ......لماذا لا يعملون ؟؟ وذلك لإفتقادهم لأي سبب مقنع يقودهم لممارسة التسول فلا عيوب فيهم سوى الجشع وحب كسب المال دون الغوص في متاعب العمل ,فهل هذه شخصيات تهمل يا معالي وزير التنمية ؟وهل يستحق هؤلاء المتسولين غير التواجد خلف القضبان ومحاسبتهم على إستغفال المواطنين وإستغلالهم لهم .
رئة الزرقاء في غرفة الإنعاش
يتعرض سكان المحافظة الى العديد من مشاهد التلوث البيئي والصحي التي تعرض حياتهم للخطر فالزرقاء تحتضن في ثناياها الكثير من المصانع بالإضافة الى مصفاة البترول والمتواجدة في منطقة الهاشمية علاوة على تواجد بركة صرف صحي كبيرة متواجدة على مدخل المدينة كل هذه العوامل والمنشآت تساهم وبشكل كبير بتهديد صحة سكان المحافظة فالمصانع وكما هو معروف عنها تطرح فضلات بشكل مستمر ودائماً ما تخلط هوائها الملوث بعليل الهواء اما مصفاة البترول فتعد المصدر الاول والرئيسي للتلوث في المحافظة والتي أبدى معظم سكانها غضبهم من تواجدها في مكانها فهي وبعد تقدم السنين باتت تقع في وسط التجمعات السكانية ويعتبر إنشاؤها بهذه المنطقة من الاساس خطأ فادحا لم يحسب له حساب ولم يراع النمو في السكان ولم يخضع للدراسات الصحيحة ,وعن محطة الصرف الصحي المتواجدة على مدخل المحافظة وتحديداً في المنطقة الواقعة بالقرب من دوار الملك عبدالله (معصوم سابقاً) والتي دائما ما تبعث روائح كريهة يشتمها كل من يدخل المدينة قادماً من الشمال وكل خارج منها بإتجاهه .
أخطاء فادحة في مدخل المدينة
يعتبر مدخل المحافظة الذي يربطها بمحافظات الشمال أسوء مدخل لها على الإطلاق وذلك لما يقع على جنباته من منشآت لا تقع في مكانها الصحيح كمحطة التحلية السالف ذكرها والتي تقع على طرف هذا المدخل وهي بمثابة مكرهة صحية متواجدة على مدخل المدينة بالإضافة الى سوق "الجمعة" المتواجد على الطرف الآخر من المدخل والذي يشكل معضلة كبيرة على المدخل خصوصاً يومي الخميس والجمعة لما يخلقه من أزمة مرورية خانقة تعيق حركة المرور على مدخل المدينة في نهاية الأسبوع بسبب الحركة المرورية التي تكون على غير المعتاد في نهاية الأسبوع على هذا الطريق وتحديداً في فصل الصيف وما يسببه هذا السوق من أزمة جراء تواجد المركبات فيه وإصطفافه على جنباته وسدها للطريق الرئيسي (المدخل).
"البسطات" تجتاح الشوارع
كما وتعاني المحافظة أيضاً من مشكلة التواجد الكبير للباعة المتجولين و"البسطات"فيها وبنسب أكبر من باقي محافظات المملكة وتواجد هؤلاء الباعة يخلق الكثير من المشكلات الصحية أو حتى الخلافات التي كثيراً ما تنشب مابينهم وبين أصحاب المحلات التجارية اللذين يرون أن هؤلاء الباعة يتعدون على حقوقهم ,وبالرجوع الى المشكلات الصحية التي تتسبب بها هذه "البسطات" نجد ان تلك التي تبيع المواد الغذائية تكون معرضة لأشعة الشمس المباشرة الهواء والغبار والتلوث الجوي وبالتالي فهي تشكل نوعا آخر من أنواع الخطر الصحي على سكان المحافظة ,ومن الملفت للنظر أن بلدية الزرقاء آخر من يهتم بهذا الأمر فهي تواجه الكثير من النقد من قبل المواطنين لتقصيرها الكبير في وقف هؤلاء الباعة عن التعدي على حقوق أصحاب المحلات والحد من هذه الظاهرة السلبية .
مع كل هذه السلبيات وعوائق التنمية المتواجدة في محافظة الزرقاء ,تعالت أصوات سكانها مناشدة المسؤولين بإيجاد حلول لها تخلصهم مما يعانون من مشكلات من المفترض الا تتواجد في محافظة بمكانة الزرقاء وذلك للعدد الكبير الذي يقطنها علاوة على ملاصقتها للعاصمة ووقوعها في قلب المملكة ,فكل الأمنيات من المسؤولين متابعة هموم المحافظة وعدم الرقص على أنغام همومها بل العمل على تحريم هذه الأنغام .