هكذا ننصر سيدنا
6
بلال حسن التل
من الواضح أن الذين سعوا إلى فتنة السبت، التي استهدفت زعزعت أمن الأردن واستقراره، كانوا يحاولون التسلل من جملة منافذ لتحقيق هدفهم، وأول هذه المنافذ فوضى الرأي العام الأردني، الذي تُرك مستباحاً تعبث فيه الكثير من القوى الداخلية والخارجية المعادية للدولة الأردنية، حيث عملت هذه القوى على اختراقه وتجيشه ضد الدولة، من خلال العزف على أوتار المعاناة التي يعيشها الأردنيون وفي طليعتها المعاناة الاقتصادية، والفوضى السياسية التي نعيشها، حيث صار من الواضح أن هذه القوى أنشأت الآف الغرف الوهمية لإغراق الرأي العام الأردني بسموم الإشاعات، التي كانت تفبركها مئات الغرف السوداء التي كانت تغدي هذه المواقع بمواد تحريضية، أتت أوُكلها في ظل غياب الرواية الرسمية المتكاملة، القادرة على إقناع الأردنيين بالكثير من القرارات التي يتم إعلانها دون تمهيد لها دائماً, وتضارب هذه القرارات فيما بينها في كثير من الأحيان، وتضاربها مع أماني الأردنيين وتطلعاتهم في أحيان كثيرة أيضاً، كل ذلك بهدف هز ثقة الأردنيين بدولتهم ومؤسساتها
غياب الرواية الرسمية المقنعة المتكاملة، يعود بشكل رئيسي إلى غياب المطبخ الإعلامي القادر على صياغة هذه الرواية، وقدرتها على بناء القناعات السليمة لدى الرأي العام الأردني، وهذا الغياب ناجم في صورة من صوره عن غياب مطبخ صناعة القرار ودراسة تأثيراته ومن ثم تمهيد الرأي العام لقبوله.
غياب الرواية المقنعة له سبب رئيس آخر، هو ضعف الكثير من المسؤولين من أصحاب الأيدي المرتجفة، الذين يرون في المنصب العام تشريفاً لا تكليفاً، يتمتعون بمزاياه دون أن يكون لديهم استعداداً لدفع ضريبته وتكاليفه وتحمل مسؤولياته، لأن هذا الصنف من المسؤولين هم من فئة الموظفين الذين لا يتمتعون بالصفات القيادية، التي تجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية، ومن ثم المواجهة، ولعل هذا ما يفسر لنا اختفاء هؤلاء المسؤولين والتزامهم الصمت في كل الأزمات التي تواجه بلدنا، وآخر ذلك ماحدث أثناء أزمة السبت التي استهدفت أمن بلدنا واستقراره، وترك الرأي العام الأردني نهباً للإشاعات والتصريحات الإنشائية التي لم تقدم تحليلاً منطقياً يدافع عن الشرعية الدستورية في بلدنا، علماً بأن في بلدنا قامات فكرية وعلمية وسياسية قادرة على التحليل وتقديم الردود المقنعة على ادعاءات الأبواق المستأجرة، التي تنعق من الخارج، وعلى سموم إشاعات الغرف السوداء وتصريحات المواقع الوهمية التي أنشأتها القوى المعادية، وهكذا كان بلدنا يواجه بحالة من الفوضى قوى شريرة منظمة، مما يفرض علينا أن نعيد تنظيم صفوفنا لنحسن استخدام أسلحتنا،وأول ذلك منابر خطابنا الإعلامي والثقافي والديني، وكذلك تأطير القوى الحية في شعبنا، وحشد طاقاتها من خلال تأطيرها،وأول ذلك الشباب الأردني لبناء جيل عبدالله الثاني ابن الحسين فبذلك نسد المنافذ أمام المتربصين بنا، وننصر سيدنا.