الشكوى لغير الله مذلة
المحامي موسى سمحان الشيخ
الامراض العربية اكثر من ان تعد او تحصى، امراض تكاد ان تطال كل شيء، فالعرب اليوم مختلفون على كل شيء، لقد تخلصوا من ثوابتهم في الامن القومي العربي، والتنصل من قضية فلسطين والانكفاء عن خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية على علاتها، ما يفعلونه اليوم هو الاحتراب والاقتتال الداخلي، اليمن التعيس الف يمن، والحوثي في وسط صنعاء في جوار القاعدة، وليبيا تحيا الف انشطار وانشطار ومصر تغرق في الفتنة الداخلية، والهم السوداني والعراقي والسوري واللبناني اصبحت هموما قديمة والخليج العربي يتبارى في بناء ابراجه وتكديس ارصدته في الخارج وطن مبتلى بالامراض المزمنة وعلى رأسها فساد الانظمة العربية ودكتاتوريتها وقمعها حيث لا ترى سوى مصالحها الشخصية الضيقة وتتبارى في خدمة الاجنبي والولاء المطلق له، وبعد ان نفضت هذه الانظمة يدها - بعلم او بغير علم - من كل ما يقدم شعوبها ويطورها حملت كالعادة شكواها الى واشنطن، فالخوف من داعش داؤولا في واشنطن والغرب، وحل قضية فلسطين وغزة حسب النظام العربي الرسمي لدى واشنطن، والتي قال عنها الراحل السادات يوما ان بيدها 99٪ من اوراق حل الصراع العربي الصهيوني وافلح فعلا في فك الارتباط بين مصر والعرب بعد امضاء كامب ديفد وطن قوامه ثلاثمائة وخمسين مليون عربي - لا نستطيع ان نقول مواطن، لانه ليس لدى اي عربي حق المواطنة في وطنه نقول كل العرب يخافون من بضعة الاف يشكلون داعش، داعش على ضيق افقها وديموتها داست حدود سايكس بيكو وشقيقها سان ريمو، القول الصحيح ان حاجة هذا الوطن العربي الكبير للحرية والديمقراطية والمواطنة والتخلص من الاجنبي والفاسدين لا تقل عن حاجته للخبز والكرامة، ما يحياه الوطن العربي كل الوطن العربي حالة مؤقته بالتأكيد ولكنها بالمقابل حالة خطيرة، تستحق الاستنفار واليقظة.