الشاهد -
صورة ونُخب وواقع حال
بقلم : معاذ أبوعنزة
صورة قد تكون وعلى الأغلب تعبيرية تناقلها البعض على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك لتصل بنهاية المطاف لي لأمُعِنَ النظر بها وأتأمل لأرى صورةً تلامس واقع حال، تحاكي وجدان أمة، تمحو إبتسامة عن الوجه لترسم مكانها أُخرى حزينة، صورة بسيطةٌ تحكي قصة ألف صورة، صورةٌ إنما هي بألبومِ صورٍ كامل، صورةٌ تحكي هماً وألماً لا تعيشه سوريا فحسب وإنما الوطن العربي كاملاً، أنظرُ إلى الصورة مراراً وتكراراً وأتمنى وأدعو الله عز وجل أن لا تُمثلَ وطناً أعيش به وأحبه حباً جما بحلوه ومره، بحزنه وفرحه، براحته وتعبه، وطنُ قد أعتب عليه في بعض الأحيان عِتاب الأبنِ للأب، وقد أنزعج لتصرفات بعض مسؤوليه الغير مسؤولة فيه وما أوصلوه له من وضع إقتصادي متردي، الإ أنه وكما قال أباؤنا وأجدادنا 'الظفر ما بطلع من اللحم' فيبقى الوطن في القلبِ سجادةَ صلاةٍ طهور، في قلبٍ ينبض حُباً وحرصاً وخوفاً من القادمِ المجهول، الا أن المشهد في حقيقة الأمر ضبابيٌ غير واضح، ظاهرٌ للعيانِ كالتالي: واضح المعالم مستقر بعض الشيء تارة، مجهولٌ غامضٌ صعب الحسابِ وتوقع القادم القريب والبعيد تارةً أُخرى. صورةٌ ويا لها من صورة، تخاطب الصغير قبل الكبير، والجاهل قبل المتعلم، لأرى فيها في كل صباحٍ ما لم أره في اليوم السابق، لذلك علينا الإنتباه والحذر فالظرف الداخلي صعب والظرف الخارجي المحيط أصعب، منطقة ملتهبة والمتربصين كُثر والفتنة مع كل ما يدور ما زالت نائمة، ومتطلبات المرحلة ليست بالسهلة.
في ظل الوضع الراهن، على الحكومة إيجاد الحلول السريعة الفعلية وإخراج الوطن والمواطن من حفرةٍ تعثر بها وإيصاله الى بر الأمان، فكفانا ترحيلاً للأزمات، فلم نعد نحتمل أعباء الحياة ومتطلباتها, وفي نفس الوقت لا نريد أن نصل الى ما وصل اليه الأخرون، إلى ما لا يُحمد عقباه، فنحن في مثل هذه الظروف بحاجةٍ ماسة الى صوت العقل، صوت لا يُمثل ولا يُنفذ أجنداتٍ خارجية، بحاجة الى أناسٍ ينظرون الى قدسية الوطن وسموه، ليس لُأناسٍ أطلق عليهم إسم النخب، امتهنوا النقد الغير بناء، جلدوا الوطن وجلدوا الذات، لإعادة إنتاج أنفسهم على حساب الوطن أملاً في العودة الى مواقعٍ خروجوا أو إن صح التعبير أُخرِجوا منها متخذين من سياسة الصوت المرتفع التي نجحت في فترة سابقة وسيلةً للوصول الى أهدافهم الشخصية. عند التمعن بالصورة جيداً ترى حقيقةً وواقعا، كلٌ منا عنده نفس الصورة، صورة زملاء الدراسة، جلسنا بجانبهم على مقاعد الدراسة ولعبنا وتعبنا وضحكنا وأصبحت الصورة في وقتنا هذا ذكرى فكلٌ منا شق طريقه وأخذ مساره الخاص في الحياة، فظروف الحياة وبيئة المنزل والوضع المادي والمنطقة الجغرافية والمستوى التعليمي والتوجهات الفكرية وفرص العمل المتاحة عملت على إنتاج وإفراز شخصيات جديدة غير التي عرفناها على مقاعد الدراسة، عوامل وظروف حكمت على الشخص وحددت مساره الى أن أصبح منهم الحزبي والإعلامي والسياسي والفكري والكاتب والعامل وصولاً الى العاطل عن العمل وهم كُثر مع إختلاف التوجه والطموح والإهتمام ودرجات الوعي والمحتوى والمضمون الفكري والثقافي.
عند النظر الى الصورة التي هي بالأصل تعبيرية نرى فيها أنفسنا إذا أمعنا النظر بها جيداً ويجول في خاطرنا الكثير من الأسئلة لوجود العديد من علامات الإستفهام، أين نحن منها الأن وماذا حل بنا وأين نقف مع إختلاف المصطلحات والمسميات والكلمات التي على هذه الصورة التعبيرية.