الشاهد -
منتهى .. زوجها لديه اعاقة 85٪ وبناتها الثلاث يعانين امراضا مزمنة
الحاجة رحيلة .. تعيش وحيدة وتعاني عقوق ابنائها
الشاهد _ فريال بلبيسي
طرقت الشاهد ابوابا عديدة لعائلات مستورة في منطقة حي المصانع في محافظة الزرقاء وعند دخولنا لبيوت هذه العائلات استمعنا لحديثهم وشكواهم حيث كان المشهد مختلفا ولم تكن عائلة واحدة ولا هما واحدا بل كانت مجموعة من الهموم والمآسي تتجسد في العديد من هذه العائلات، قصص عديدة وهم واحد يسمى الفقر والعجز والمرض، ابتلاهم الله فيها هذه العائلات نسيهم المسؤولون والمعنيون وكذلك اهل الخير في بلدنا الحبيب.
العائلات المستورة ناشدت صندوق المعونة الوطنية ووزارة التنمية الاجتماعية ان تساعدهم لانهم يستحقون المساعدة فهم لا يجدون قوت يومهم وابنائهم.
الحالة الاولى
الشاهد طرقت باب منتهى وهي ام لاربعة بنات اكبرهن تبلغ من العمر ثلاث عشر عاما وتعيش هذه الاسرة في منطقة الامير محمد الغويرية الزرقاء، قالت منتهى كانت بداية حياتي الزوجية هانئة وسعيدة ورزقت باربعة ابناء وانا فرحة جدا بحياتي حيث كان والد بناتي قد كرس حياته من اجلهم وقد وفر لنا جميع سبل السعادة فهو لم يبخل على اسرته في اي طلب ولكن الله ابتلانا في عام 2013 بمرض زوجي عندما بترت اصابع يده اليمنى اثر مشاجر ة بين الجيران لا دخل له فيها كان مجرد مصلح بين طرفي المشاجرة.
واصيب بتقطيع اصابع يده وهو يحد المتشاجرين عن بعض وعلي اثر اصابته توقف زوجي عن عمله من اجل العلاج والان ومنذ الحادثة وهو لا يستطيع العمل ولديه تقرير طبي يفيد بنسبة العجز الذي تقدر 85٪ ومنذ عام وحياتنا من اسوأ لاسوأ فقد تراكمت الديون علينا ونحن مهددون بالطرد من المنزل بسبب تراكم الايجار علينا منذ ثلاثة شهور.
وقالت منتهى نحن نعيش في منزل ايجاره (160) دينار وايضا لم ندفع فواتير الكهرباء والماء منذ اشهر وقد ترتب علينا مبالغ مالية تقدر بمائتي دينار، واضافت منتهى ابتلاءات الدنيا لم تنته بمرض واعاقة زوجي فقد ابتلاني الله بمرض ابنتي صابرين والبالغة من العمر ثلاثة عشر عاما باصابتها بتضخم في الطحال وهي بحاجة الى عملية جراحية باستئصال الطحال والحالة المادية لا تسمح باجراء عملية جراحية لها، وابنتي رجاء والبالغة من العمر ثلاث سنوات تعاني من تضخم بغدة وريد الرقبة وهي بحاجة الى عملية جراحية من اجل استئصال الغدة وابنتي سوسن والبالغة من العمر احد عشر عاما تعاني من تكسر بكريات الدم الحمراء وهي بحاجة الى علاج مستمر وطويل الامد. وطالبت الام منتهى المسؤولين والمعنيين بتسهيل اجراء معالجة بناتها الثلاث وبكت الام بحرقة وجعا والما على بناتها وزوجها الذي اصبح لا يستطيع العمل وقالت انني اناشد المسؤولين في وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة بان يصرفوا راتبا شهريا وتسهيل مهمة علاج عائلتي فهم يستحقون الراتب لان جميع الشروط تنطبق عليهم.
الحالة الثاني
طرقنا باب العجوز السبعينية رحيلة والتي تعيش في غرفة وحيدة وعندما دخلنا منزلها وجدناها جالسة على سريرها وهي تتوجع من شدة المها وتحدثنا معها وسألناها عن احوالها حيث قالت انني عجوز مريضة حيث ابتلاني الله بامراض الضغط والسكري وهشاشة العظام حيث لا استطيع الوقوف كثيرا ولا استطيع اعالة نفسي بسبب اوجاعي التي لا تفارقني، واضافت الحاجة ان الله رزقني بثلاثة ابناء لا اراهم الا نادرا فهم قساة القلب غضيبو الوالدين وهم لا يخرجون من السجن الا نادرا. فهم لا يعرفون طاعة الوالدين ابدا.
واكدت الحاجة انها تعيش علي ما يجود فيه اهل الخير من طعام وغيره، وبكت الحاجة بقلب محروق وهي تتساءل ماذا لو توفاني الله ليلا فانا لا اجد من يواري جثماني ولا اجد من يعطيني الدواء ويقوم على خدمتي ليلا، فانا انسانة جسد بدون روح ولا استطيع الحراك من الفراش وقالت انني اناشد المسؤولين والمعنيين في صندوق المعونة الوطنية ان يساعدوني بالتأمين الصحي لانني لا استطيع المعالجة او شراء الدواء المكلف فانا لا اجد ثمن الدواء او ثمن الذهاب الى الطبيب.
واكدت الحاجة بانها لا تتقاضى من اية جهة ولا من صندوق المعونة الوطنية وقالت انني اناشد اهل الخير والمسؤولين في صندوق المعونة الوطنية واقول لهم انني عجوز ضعيفة لا تقوى على الحركة نسيها ابناؤها العاقون حيث لا اراهم ولا في اي مناسبة هل تريدوني ان اتسول ام تريدوني ان اعيش بكرامتي لحين الله ان يتذكرني ويأخذني عنده لارتاح من هم الدنيا وبكت الحاجة ضعفها وقلة حيلتها ونحن نناشد مدير تنمية الزرقاء بان يزور هذه الحالة والتأكد منها فالجميع في شارع حي الامير محمد يعلم عنها فهي عجوز مريضة بابها مفتوح دوما ولا تغلقه الا ليلا فهي بحاجة ان تعيش حياة كريمة وخصوصا انها تعاني من عقوق ابنائها لها.
وخرجنا من عند الحاجة وقلوبنا تعتصر ألما لحالها ولمصيرها المجهول ولضعفها وعجزها على تحمل صعاب هذه الحياة.