امريكا وداعش
نبيل شقير
ادعاء زائف آخر سارعت الولايات المتحدة لتقديمه للعالم بشأن استراتيجيتها في الشرق الاوسط، بشأن الخطوة الجديدة لمحاربة الارهاب، وقالت: (عندما نتحدث عما نفعله اليوم فاننا لا نريد ان يكون بأي شكل من الاشكال مشابها لما حدث عام 2003 خلال احتلال العراق)، واضافت الامر لا يتعلق بائتلاف امريكي، انما بتحالف دولي على حد تعبيرها. اذا واشنطن لا تريد ان تكون وحدها في مواجهة تنظيم (داعش) الارهابي الذي مولته ودعمته وانما تسعى لجر حلفائها الداعمين للارهاب، وهذا تم خلال اجتماع قمة (الناتو) في مدينة (نيوبورت) بمقاطعة ويلز جنوب بريطانيا. واذا سأل سائل عن الدافع وراء هذا التجييش الدولي المثير والمفاجىء، ستكون اجابته في الممارسات الدموية ل (داعش) في سورية والعراق، وقالها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صراحة في افتتاح اليوم الثاني للقمة المذكورة: ان قادة الحلف ينددون ب (الاعمال الهمجية والمقيتة) التي يرتكبها (داعش) متناسيا او متجاهلا حقيقة دعم بلاده لهذا التنظيم الارهابي لكن هل الاجابة شافية وواقية..؟ لا .. فعناصر هذا التنظيم يمارسون جرائمهم الدموية المنظمة على يد وحوش يشبهون البشر، تمرسوا على الذبح والتجاوزات والانتهاكات بالجملة، طوال اكثر من عامين في سورية ومن ثم في العراق على مرأى ومسمع واشنطن وحلفائها. هنا يبرز استمرار الانتقائية الامريكية في التعاطي مع ظاهرة الارهاب، وكيفية مواجهتها، وخاصة بعد ان تجاوزت الخطوط الحمر في العراق، وقبلها بكثير في سورية. يبدو واضحا من خلال تصريحات الولايات المتحدة انه لا توجد لديها استراتيجية في محاربة الارهاب ولم تظهر موقفا قويا وصلبا تجاه ما يجري وما تقوم به هذه العصابات من قتل واختطاف واعتداءات مستمرة وانما يتضح من خلال التجارب والمواقف الامريكية السابقة بأن واشنطن وحلفاءها يريدون دعم الارهاب تحت لافتته المزعومة وليس محاربته.