الشاهد -
غزة .. تزدادين تألقا مع كل دقيقة ودقيقة.. ونزداد بشاعة، بشاعة مع كل قنبلة تصيح بوجهنا وتوضح عجزنا فتنجلي لنا هذه الحقيقة.. غزة.. تلملم اشلاء من رحلوا ونحن نلملم ضعفنا..!! ذلنا المسفوح .. وعجزنا كطائر مذبوح لربما استطعنا مرة أن يكون همسنا مباح .. لعلنا ومن دمائهم .. يجيزا لنا الطغاة ان نئن من ألم الجراح .. ولعلنا سنستطيع من دمائهم ان نرى نور الصباح ونعلن اننا لا زلنا على قيد الحياة لغزة بعض من رحلوا ولنا شاشة .. شاشة اعدت بكل اناقة شاشة للقتل في رمضان .. نشاهدها.. فجرا، ظهرا، قبيل العصر وعند ساعة الافطار وكلما حل كل مساء ارادوا القصف ضراوة فكانت جثث ممزقة، اشلاء ربما لكي نفطر على بحر الدماء غزة .. يا جرحنا المفتوح .. يؤلمنا من فجرنا حتى المساء يرشق صمتنا العاري دماء تسيل على رصيف وجوهنا .. تجف ثم تعقبها دماء يا جرحنا الدامي الذي يمتد من قبر شهيدنا حتى السماء يا اهل غزة .. دماؤكم سكبت لضميرنا المهجور دما ولصمتنا روحا ولقبرنا العاري جثة يمزق صمت وحشتها وما تبقي من سراب الروح يكبر عشقها ينمو، رحيقا، مقاومة واغنيات فغزة المجد الوحيد بنا الآن الذي يصبح بالحياة فهي التي بدمائها احيت زمان المعجزات وهي التي اعادت لنبض امتنا بعض الحياة.. غزة .. تعلق اجراسها على سرير النائمين وتهدي اجمل الاحلام لكل الحالمين .. غزة .. تنزف ما تبقى من دماء وتبقينا على قيد الحياة ربما لكي يقرأ بعضنا على بعضنا آية من الذكر الحكيم نشيع بعضنا بعضنا كما يليق بموتنا فهو الذي تذوق به مخرارة الموت الذي تذوقنا به طعم الحياة ويليق بغزة موت من رحلوا فهو الذي يحلو بطعمه مر الحياة نصرا تذوق غزة بعده حلو الحياة .. غزة .. تكسر صمت عزلتنا لساعاتنا، لدقائقنا تضبط ما تبقى من السنوات على ايقاع دمائها غزة .. تكسر صمتنا وتدق جدار غربتنا غزة .. تكسو عرينا تدفىء بردنا ترسم شكل موتنا على وجه الزمان بدمائها كي يرى المحتل شكل قوتنا .. الشاعر ناصر الحنيطي