نظيرة السيد
ما زالت قضية اضراب المعلمين والتي بدأت مع بداية الفصل الاول من العام الدراسي تتفاعل، وها هم ابناؤنا للمرة الثانية يواجهون خطر التسكع في الازقة والطرقات ومشهد الحقائب المدرسية ملقاة على جنبات الارصفة تنتظر الفرج في الوقت الذي كان يجب ان تمتلىء بالكتب وترهق كاهل الطلبة كما في كل فصل وبداية عام دراسي جديد يعود الى ذاكرتنا ويهدد مصير فلذات اكبادنا ليبرز هنا سؤال. الى متى سوف يبقى الوضع على ما هو عليه؟ لماذا لا يكون هناك حل جذري لهذه المعضلة وان لا تبقى الاطراف المتضررة تندب حظها وتولول والطلبة يدفعون الثمن وهم وان قبلوا بهذا الوضع مؤقتا هروبا من المدرسة والواجبات اليومية الا انهم لا بد وان يفطنوا الى ان مستقبلهم في خطر لان المثال امامهم فيمن يقودونهم الى بناء هذا المستقبل. المنظر امام المدارس غير حضاري ولا مقبول والمسألة ليست بهذه السهولة لان ما حدث مع طلبة الثانوية العامة يشير الى ان هناك تسيبا بالفعل وان الامر يحتاج الى عملية انقاذ سريع لتعليمنا الذي كنا ونريد ان نبقى نفتخر به. اضرابات واحتجاجات واعتداءات على القاعات كل ذلك لم نكن في السابق نسمع عنه وان حصل لا نصدقه لكن الامر هذه الايام اصبح (عيني عينك) وفي العلن دون خوف او خجل او وجل، ولم يعد الطالب يشعر بالامان واولياء الامور بالفخر بان ابناءهم في ايد امينة، ونحن لا ننكر ان المعلمين مقهورون ويحتاجون الى القليل من الاهتمام والتقدير اسوة بباقي موظفي الدولة وهذا امر نفهمه ونريد من الحكومة ان تفهمه وتتخذ الاجراء اللازم وتضع الامور في نصابها وتعطي كل ذي حق حقه وان لا يبقى مصير ابنائنا لعبة في ايدي الاطراف المختلفة الحكومة ونقابة المعلمين يتحملون وحدهم المسؤولية وكان بالامكان حل المشكلة بشكل فوري فلماذا لا تحل دون مماطلة او تسويف لان الحق يجب ان لا يضيع، وايضا على المعلمين تفهم الوضع وان الامور لا تتم هكذا (بلي الذراع) وتعريض مستقبل الطلبة للخطر. المطلوب اجراء فوري وحل مرض على ان لا تتحمل جهة بعينها تبعات هذه المعضلة وان تتم المكاشفة والمصارحة بين المعلمين والحكومة التي تقول ان موازنة الدولة لا تتحمل وهناك عجز رغم ما نسمعه من معونات ودعم يقدم من عدة جهات، فلماذا لا تصارح الحكومة المواطن وتطلعه على احوال البلد أولا بأول وان لا تتبع سياسة الاسترضاء على حساب سمعة الاردن وتكون العواقب وخيمة لماذا لا يعامل الجميع نفس المعاملة وتكون العلاوات والزيادات متساوية كل حسب عمله وجهده وان لا تحوز بعض الجهات عليها دون الاخرين الكل مستاء والمواطن يمكن ان يحتمل كل الظروف لكنه لن يسمح بتعريض مصير ابنائه للخطر لان مستقبل الابناء خط احمر وهو امانة في اعناقكم ويجب ان تحل هذه المشكلة لأنها يجب ان لا تطول اكثر من اللازم وان نفصل بين توجهاتنا السياسية والحزبية وبين واجبنا المهني اتجاه اجيال وضعت امانة في اعناقنا وهذه الكلام تحديدا موجه للمعلمين الذين يجب ان يحكموا عقلهم فيمن يقابلهم ويعرفون من يخطط لصالحهم او يعمل ضدهم وله اهداف اخرى نتمنى ان لا يكون تحقيقها على حساب ابنائنا.