حمادة فراعنة
وحدة حركة فتح
حتى لا يتسرع البعض، ولا يتوهم من ضيقي الأفق أنني أقرأ معطيات المشهد السياسي الفلسطيني بعين واحدة.
لقد فشلت القيادة الفلسطينية في ثلاثة عناوين جوهرية أساسية خلّفت معطيات التراجع والانحسار والضعف أمام العدو الوطني والقومي والديني والإنساني المتفوق : العدو الإسرائيلي.
أولاً: فشلت في مواجهة الانقلاب الدموي عام 2007 وتداعياته، وانعكاس ذلك واستمراريته في الاخفاق لاستعادة قطاع غزة إلى حضن الشرعية.
ثانياً: فشلت في الاعتماد على أساليب المواجهة العملية الميدانية لجعل الاحتلال مكلفاً، وبالتالي عجزت عن مواجهة الاستيطان والتمدد والبرنامج الإسرائيلي التدريجي متعدد المراحل الذي يستهدف العبرنة والأسرلة والتهويد للقدس وللضفة الفلسطينية.
ثالثاً: فشلت حزبياً وتنظيمياً في الحفاظ على تماسك حركة فتح ووحدتها، ولم تستجب للنصائح العربية الشقيقة والدولية الصديقة الهادفة إلى ضرورة: 1- وحدة حركة فتح لمواجهة جموح حماس ونزوعها الأحادي، 2- التوصل إلى الشراكة مع حركة حماس لمواجهة الاحتلال ومخططاته لمواصلة الانقسام والضعف، وكان يُفترض ان ما حصل مؤخراً من تفاهم واتفاق أن يتم قبل سنوات طويلة من إضاعة الوقت والزمن وعدم الاستماع للنصائح.
ومع ذلك لا تسير السياسات ولا ترتبط المصالح بالرغبات والتمنيات؛ فالمعطيات الواقعية العملية هي التي تفرض البحث عن أفضل ما هو متاح لمواجهة التحديات.
التفاهم بين فتح وحماس، ضرورة وطنية، حيث لم يعد للحركة السياسية الفلسطينية عمود فقري، وتنظيم قائد، بل بات للخيمة الفلسطينية عمودان فتح وحماس معاً عليهما التعاون، وضرورة الشراكة بينهما في إطار مؤسسات منظمة التحرير: المجلس الوطني، المجلس المركزي، اللجنة التنفيذية، وفي إطار سلطتها الوطنية عبر المجلس التشريعي، رغم التباين والاختلاف بينهما.
الانتخابات الفلسطينية باتت العنوان والأداة والشكل الذي يفتح المجال للشراكة بين فتح وحماس مع باقي الفصائل والمستقلين، وهي توفر الفرصة لتحديد الحجوم، وهي مظهر تفرض وتعزز من المرجعية والشرعية أمام المجتمع الدولي، وعنوان لرموز الاستقلال الوطني، وأدواته الكفاحية والتفاوضية في نفس الوقت، مثلما ستنهي نسبياً عملية الاستئثار التي تفرضها حركة فتح على مؤسسات منظمة التحرير وسلطتها الوطنية، وستُنهي عملية الاستئثار الأحادي الذي تفرضه حركة حماس منفردة على قطاع غزة.
تغيير النظام السياسي كما يُطالب ناصر القدوة لا يتم بالرغبات والدعوات، بل عبر الانخراط بالعمل البرنامجي اليومي التنظيمي الجماهيري بين مسامات تنظيم حركة فتح في المدن والقرى والمخيمات، وبالتحالف والتعاون والشراكة مع قواعد الفصائل الأخرى في مواجهة الاحتلال، فهل هذا ما يقوم به أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح؟؟ الجواب معهم وعندهم!!.
رسالة مروان البرغوثي العرفاتية من موقع الأسر بضرورة الوحدة لصفوف حركة فتح عبر تشكيل قائمة انتخابية فتحاوية موحدة للمجلس التشريعي تضم كل الفتحاويين من داعمي الرئيس ولجنته المركزية، ومؤيدي البرغوثي وناصر القدوة ونبيل عمرو وقواعد تيار الإصلاح الديمقراطي، بهذا فقط تستطيع قائمة فتح أن تنجح وتنتصر، فهل تدركها قيادة فتح؟ هل تفعلها؟؟.