الشاهد -
والده جدد ثقته بالاجهزة الامنية وسعيها للكشف عن القاتل
الشاهد-فريال البلبيسي
هناك قلة قليلة تعيش على ثرى هذا الوطن لا يسرها حالة الامن والامان الذي يتمتع به وتسعى للعبث بأمنه وخلق الفتن والبلبلة وهذا ينطبق على حادثة مقتل الضابط الدركي نارت نفش في محافظة معان لكنه لا يدري انه سيكون مستهدف من البعض لا لشيء بل فقط من اجل زرع الخوف والقلق في نفوس الاردنيين وتحديدا من يخدم في سلك الامن لابعادهم عن القيام بواجبهم لملاحقة الخارجين عن القانون، وكان نفش الهدف الذي اعتقدوا انهم حين يقدرون به يثنون رفاقه عن القيام بواجبهم لكن الجميع يعلم ان حماية البلد والعمل علي استقراره واجب وطني يحمله رجال اشداء لا يخافون في الحق لومة لائم.
الحادثة
استشهد الضابط الملازم ثاني في قوات الدرك نارت نفش 23 عاما على يد مسلحين في معان اثر تلقيه عيارا ناريا برأسه دون اي ذنب اقترفه بتاريخ 3/8/2014 من فجر الاحد. عندما اقدم مجهولون بهجوم مسلح على الدورية التابعة للدرك والمكلفة بحماية مقر محكمة بداية معان والتي نتج عنه وفاة الضابط نارت فيما لاذ مرتكبو الحادثة بالفرار لجهة غير معلومة.
مدير الدرك
وبعدها اوعز المدير العام لقوات الدرك اللواء الركن احمد علي السويلمين بتشكيل لجنة تحقيق وبالتنسيق مع الاجهز الامنية الاخرى للوقوف على ملابسات استشهاد الضابط نارت وضرورة معرفة الجناة والقبض عليهم بالسرعة القصوى. بدورهم استنكر شيوخ ووجهاء وفعاليات شعبية في مدينة معان حادثة مقتل الضابط الدركي نارت نفش معتبرين ان الحادثة نالت منهم قبل ان تناله وان الجناة من الخارجين عن الاعراف وعادات واخلاق المجتمع الاردني واهالي معان، مؤكدين ان الجريمة التي حدثت استهتار غير مقبول بهيبة الدولة مطالبين الاجهزة الامنية المختصة بسرعة الكشف عن هوية القاتل وسوقه للعدالة لينال الجزاء الرادع. وقد شيع جثمان الشهيد نفش وسط حضور لافت من قادة الاجهزة الامنية وعلى رأسهم قائد قوات الجيش الفريق اول الركن مشعل الزبن ومدير الامن العام الفريق اول الركن توفيق حامد الطوالبة ومدير الدفاع المدني الفريق الركن طلال الكوفحي والمدير العام لقوات الدرك اللواء الركن احمد علي السويلمين وذوو الشهيد وجمع غفير من اهالي بلدته، وعبر وزير الداخلية اثناء تقديم تعازيه لذوي الشهيد عن حزن ومواساة جلالة الملك الحارة لهم.
الشاهد في بيت العزاء
الشاهد تابعت هذا الحدث الجلل وقامت بزيارة ذوي الشهيد في منطقة وادي السير والتقت والده الذي كان بحالة حزن شديد جراء مقتل ولده الذي ذهب ضحية الواجب، قال ما يهون عليّ ان الله ذكر في كتابه العزيز واصفا ما اعد الله للشهيد (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) وفي اية اخرى (ولا تقولوا لمن قتل في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون). وقال ابو نارت منذ استشهاد ولدي ونحن نعيش في حالة حزن وما زلنا لا نصدق اننا لن نراه ثانية وزوجتي منذ سماعها نبأ استشهاد ولدها هي ترقد علي سرير الشفاء بعد اصابتها بجلطة جراء الخبر المفجع والمحزن، واضاف ابو نارت ان ولدي الشهيد حاصل على البكالوريوس من جامعة مؤتة وتم اختياره ليخدم في قوات الدرك قبل التخرج. واضاف ابو نارت انني اسميت ولدي (نارت نفش) وهو في اللغة الشركسية ويعني اسمه في العربية فارس الفجر واستشهد ابني فجرا. واضاف يقول ل (الشاهد) اخبرني زملاؤه الذين كانوا معه ساعة اطلاق النار عليه بتاريخ 3/8 كان ولدي وزملاؤه في وحدته مناوبة وعند آذان الفجر ادى وزملاؤه صلاة الفجر وتم الترصد لهم من قبل اشخاص مجهولين حيث اطلقوا الرصاص باتجاه ولدي من مسافة بعيدة تقارب (450 - 500) متر اصابته في منطقة البطين الايسر بالقرب من جهة القلب وخرجت من الجهة اليمنى وقام زملاؤه باسعافه الى اقرب مستشفى ولكن للاسف وصل متوفيا. وقال ابو نارت ل (الشاهد) ادارة الدرك قامت بتبليغ شقيقه الاكبر عزيز كونه مسجل كمعرف عليه في ادارة الدرك، وابلغوه بالخبر المفجع في الساعة الخامسة والنصف صباحا وقام ولدي باخبار باقي اشقائه الذين بدورهم اخبروني بما حدث لولدي رحمة الله عليه، وبعدها اتصلنا بالجهات المعنية بقوات الدرك والذين بدورهم قاموا باحضار الشهيد على وجه السرعة الى مستشفى المدينة الطبية حيث كان جثمان الشهيد في الساعة التاسعة صباحا متواجدا في المستشفى. واضاف والد نارت ان زوجتي عندما سمعتني وانا اتحدث بالهاتف اصيبت بصدمة قوية ادت الي اصابتها بالجلطة نقلت على اثرها الى اقرب مستشفى واصبحت لا اعرف ماذا افعل فانا مصاب من جهة ولدي ومن جهة زوجتي التي لم تتمالك نفسها ساعة سماعها خبر استشهاد ولدها. وقال ان الذي خفف المصاب الاليم في نفسي عندما جاء وزير الداخلية مندوبا عن جلالة الملك وقائد الجيش ومعه مدير الامن العام ومدير الدرك ووعدوني بانهم سيلقون القبض على الجناة باسرع وقت، وانا على يقين بانهم سيصلون الى الجاني الذي كان هد فه العبث بامن البلد. وطالب ابو نارت اعدام الجاني واعادة حكم الاعدام ليكون رادعا لمن اراد العبث بامن وامان البلد الاصيل. ونفى والد الشهيد الشائعات التي قيلت عن التعرض لموكب رئيس الوزراء عند زيارة بيت العزاء وقال ان عائلتي شخصيا تقدر رئيس الوزراء وتقدر زيارته موضحا للشاهد الذي حدث وكان عبارة احتكاك بسيط بين احد افراد موكب الرئيس الذي كان يقوم بواجبه وبعض الشباب انتهى في لحظته. وطالب والد الشهيد الحكومة واجهزتها المختلفة العمل على توضيح ما جرى لابنه الشهيد والتوصل الي الجاني بالسرعة الممكنة.