بقلم : عبدالله محمد القاق
بالرغم من محاولة حل الخلافات بين نوري المالكي رئيس الوزراء العراقى ومعارضيه الا ان هذه المساعي لم تفلح بسبب تمسك المالكي بمواقفه بالرغبة في ترشحه لرئاسة الوزراء في وقت يرى مسؤولو أمن عراقيون وأمريكيون بارزون إن المسلحين السنة يعدون العدة للهجوم على بغداد وإن الخلايا النائمة التي زرعت داخل العاصمة ستستيقظ في ساعة الصفر وتدعم المقاتلين القادمين من أطراف المدينة.
لقد استولى المقاتلون السنة على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال وغرب العراق خلال تقدم خاطف بدأوه منذ ثلاثة أسابيع وهم يقولون إنهم يزحفون صوب العاصمة التي يقطنها سبعة ملايين نسمة والتي لا تزال تعاني أثر الاشتباكات الضارية بين أحيائها السنية والشيعية خلال الاحتلال الأمريكي. وتقول الحكومة إنها تتعقب الخلايا النائمة وتقبض على عناصرها لتأمين العاصمة وتقول جماعات شيعية شبه عسكرية إنها تساعد السلطات. وهناك من السكان السنة من يقول إن الحملة تستخدم لترويعهم.
ويتحدث العراقيون عن ساعة الصفر التي سيبدأ فيها تنفيذ خطة هجوم معدة سلفا. ويقدر مسؤول أمني عراقي رفيع عدد عناصر الخلايا النائمة بنحو 1500 في غرب بغداد إضافة إلى 1000 عنصر في مناطق على مشارف العاصمة خاصة و إن هدف هذه الخلايا هو اختراق المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي أقامتها الولايات المتحدة وتضم مباني الحكومة على الضفة الغربية لنهر دجلة. وأضاف أن ذلك سيكون بمثابة نصر دعائي سينطلق منه المقاتلون لإقامة جيوب لهم في غرب بغداد وفي مناطق نائية. وتابع المسؤول قائلا توجد خلايا نائمة كثيرة في بغداد.. ستسيطر على منطقة ولن تسمح لأحد باستردادها... هي جاهزة ومتأهبة في غرب بغداد..
وكانت جماعات سنية كثيرة قد انقلبت على تنظيم القاعدة خلال الاحتلال الأمريكي لكنها تلتف الان حول حملة الدولة الإسلامية ضد الحكومة رغم أن بعضها يشجب أسلوب التنظيم في قتل مدنيين واتهام الشيعة بالهرطقة.. ويرى كثير من أهل بغداد -منهم السنة ومنهم الشيعة- إنهم سيتصدون للمسلحين الذين يسعون لإقامة خلافة إسلامية. كانت العاصمة هي ساحة المعركة الرئيسية في أسوأ اقتتال طائفي شهده العراق خلال عامي 2006 و2007 حين قتل عشرات الالاف معظمهم من المدنيين في القتال بين المسلحين السنة والميليشيات الشيعية والقوات الأمريكية.
الأمر في بغداد الآن أشبه بلعبة القط والفأر حيث إن المسلحين زرعوا عيونا لهم في قوات الأمن العراقية والوزارات الحكومية وداخل المنطقة الخضراء الاوضاع في العراق مؤلمة ولن تنهي الاشكالات الا استقالة المالكي من اية رئاسة ممكنة قبل ان تتفق الاطراف السنية والكردية على اتخاذ قرارات من شأنها التاثير على وحدة العراق بالاتجاه نحو التقسيم .
رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية