المحامي موسى سمحان الشيخ
قلت لصديقي ونحن نتحاور في هدوء، لقد بدأ المغتربون في العودة، انظر الى سياراتهم الفارهة تسد فضاء عاصمتنا الحبيبة، وتملأ شوارعها ازدحاما وجلبة، قال ولكنهم لا ينفقون كثيرا، قلت ولكن احصائيات الحكومة والتي لا اثق فيها دائما تؤكد انهم يحولون لذويهم مبالغ كبيرة وكبيرة جدا، الا تقرأ الصحف يا رجل، قال سارحا وهو يطق حبات مسبحته، قد يكون الامر صحيحا ومع هذا فانا متأكد من انهم لا ينفقون سوى النزر اليسير، قلت ولكن لم يحدث هذا وذويهم وقطاع الخدمات واصحاب الاراضي والشقق في انتظار محافظ نقودهم، قال: التفسير واضح يا صديقي هم يأتون ومحافظهم شبه فارغة، قد لا يكونون مفاليس مثل معظم الناس هنا باستثناء نسبة معينة تتوزع بين التجار ورجال الاعمال والفاسدون الذين يسرقون الشعب جهارا نهارا ومع هذا فالمغتربون الموجات الاخيرة منهم تحديدا لا يملكون الكثير من النقود لان رواتبهم في بلاد المهاجر النفطية اصبحت قليلة بينما متطلباتهم كثيرة، والحياة في بلاد الكاز اصبحت غالية وغالية جدا، قلت اذن هم في هذا الصيف، صيف عمان الحار: سياسيا واقتصاديا لن يحركوا شيئا سوى الازدحام الذي ينمو بالتدريج، قال صديقي ولماذا تستغرب فقر هؤلاء العائدين، اعني المنتوفين واحصائيات الفقر، بل واحصائيات الطبقة الوسطى، شبه المنقرضة والتي تراجعت الى 29٪ من مجموع الشعب الاردني حيث تراجعت على مدى عامين من 41٪ الى 29٪، فقراء، والقطط السمان على رأي اخوتنا المصريين تزداد سمنا وتكدس اموالا مسروقة من عرق هذا الشعب الطيب، قلت ومع هذا لا استطيع الا ان ارحب بالمغتر بين العائدين، انهم اولادنا وبناتنا ويسهمون في بناء وطننا الحبيب، ازداد صاحبي سرحانا وحبات مسبحته تقول الكثير.