بقلم نبيل شقير
شهد الاردن بالآونة الاخيرة عدة اضرابات واعتصامات مما عطل دورة الانتاج في عدد من المجالات والتي حصلت في تلك الفترة مع اننا في الاردن بحاجة لجهود الجميع في تعزيز الاقتصاد الوطني ودفعه نحو النمو وفي تنمية المجتمع، فشهدنا اعتصاما واضرابا عن العمل لعمال وموظفي الميناء بالعقبة وبعدها اضرابا للمعلمين ومن ثم توقف محدود عن العمل للاطباء وبعدها اضرابا للموظفين والعمال في شركة الفوسفات واتى بعده اضراب لمهندسي وعمال مصفاة البترول وحاليا يلوح الممرضين بالاضراب حتى وصل الامر لاعتصام اولياء امور طلاب المدارس الخاصة وبعدهم جاء طلاب الجامعة واعتصموا ضد رفع الرسوم سواء بالمدارس الخاصة او بالجامعة وما تلك الاضرابات والاعتصامات المتعددة وبعضها مكرر مثل اضراب عمال وموظفي شركة الكهرباء قبل ايام، ان كل هذه الاضرابات والاعتصامات ما هي الا اعاقة وتعطيل عملية الانتاج ودورة التنمية الاقتصادية واعاقة الاقتصاد الوطني من التقدم والنمو، انا لست ضد الاضرابات والاعتصامات، ولكن كون النقابات هي الممثل لقطاعات وشرائح واسعة وعديدة ومختلفة بسوق العمل ولذلك على النقابات ان تأخذ بعين الاعتبار مصلحة اعضائها التي تمثلهم وهذا من صميم عملها وواجبها ولكن بطرق واساليب بعيدة عن الاضراب والتوقف عن العمل واعاقة عملية الانتاج خاصة بالاردن الذي يعاني من ازمة اقتصادية حادة وصعبة، ولذلك فعليها ان تلجأ بالبداية للمسؤولين عن العمل والذين يمثلون اصحاب العمل واذا لم يحصل توافق فعليهم اللجوء لوزارة العمل لمحاولة تقريب وجهات النظر ومحاولة حل اية قضية او مشكلة ويكون التفاهم بين اطراف العمل الثلاثة وهم اصحاب العمل سواء كانت مؤسسة حكومية او مؤسسة اهلية او شركة خاصة او اي كان كصاحب عمل فردي وثانيا العمال وثالثهم النقابة التي تمثلهم، لقد زرت في سنة 1980 ثلاث دول وكانت تحت ظل الاشتراكية وهي تشيكوسلوفاكيا وبلغاريا وبولندا وكانت النقابات لها دور ومهمات كثيرة في ادارة شؤون مهمة بتلك البلاد وكانت تدير قطاع التعليم وقطاع الصحة ولها وجود بكل مراكز الانتاج من مصانع ومناجم وموانىء وشركات اغلبها حكومية لان اغلب وسائل الانتاج تملكها الدولة، واذا حصل اي مشكلة او قضية او مطالب كانت النقابة هي التي تقرر اللجوء الى هيئة تنظيم العمل وحسب النتائج ساعتها تدعو النقابات اعضائها للاضراب واذا حصل اتفاق فهو ملزم للاطراف الثلاثة خاصة ان العمال او الموظفين في كل القطاعات لهم نسبة من الارباح، وكل ذلك ممكن تحقيقه لو ان النقابات تأخذ مساحة اكبر في عملها ويكون لها دور في تنظيم دورة العمل وهذا ليس خيال، لاننا بالنهاية نطلب من الجميع ان لا يلجأوا للقيام باضراب وليكن الحل بالتفاهم والتفاوض وبرعاية وزارة العمل الذي يجب عليها القيام بدورها ومحاولة حل كل القضايا المتعلقة بالعمل والتي تنتهي باضراب وان تحاول حلها حتى يكون الاطراف الثلاثة الذي يمثلون العمل متوافقون وان لا تحل قضية طرف على حساب طرف اخر، وليكن هناك عدالة خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاردن وان لا تبقى المؤسسات والبنوك والشركات تتباهى بارتفاع نسبة الارباح بها بالصحف والاعلانات وليكن للعامل والموظف وكل من يعمل في اي مؤسسة حق من هذه الارباح حتى يستطيع ان يعيش حياة كريمة ويستطيع ان يؤمن معيشته ويوفي بالتزاماته ومحاولة الحفاظ على صحة وتعليم ابناءه ويكون انسانا مرتاح البال ويؤدي بكل جدية واخلاص عمله ويكون عنده انتماء لعمله ومؤسسته حتى يعرف واجبه خاصة عندما يعرف ويدرك انه في حماية القانون من تغول المؤسسة او الشركة او اصحاب العمل وحتى يعرف اننا في دولة مؤسسات وقانون مما يعزز كرامته وشعوره بالامان الوظيفي .. وليعلم الجميع انه لا اضراب او اعتصام الا ان يكون وراءه حق مهضوم، وختاما وللتذكير فان (ليخ فاليسيا) كان احد عمال المناجم في بولندا وكان رئيس اتحاد العمال وقام بالدعوة لاضراب الذي استمر مدة طويلة وتحققت بعدها كل المطالب وعاد الجميع للعمل وعندما حان موعد الانتخابات للرئاسة ترشح للرئاسة وفاز كرئيس لبولندا واستمر رئيسها لعدة سنوات وكذلك حصل مع (لولا ديسلفا) وهو نقابي بالبرازيل وترشح للرئاسة وفاز واصبح رئيسا للبرازيل لعدة سنوات وهو الذي كان رئيس اتحاد العمال بالبرازيل، وكل هذا لان النقابات لها دور مهم في جميع مفاصل وقطاعات الدولة وكان دورها الرئيسي خدمة منتسبيها.