أخر الأخبار

معاناة مغترب

11-06-2014 01:33 PM

نبيل صالح شقير
لا يعرف معنى الحنين للوطن الا من تغرب عن الوطن ولا يدرك احد معنى قول الشاعر: وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني اليه في الخلد نفسي.. الا من ابتعد عن الوطن وتجرع مرارة الغربة حتي لو كانت في جنة الخلد في هذه الدنيا والمتمثلة بالعالم الغربي المتقدم، احد الاصدقاء يقول لي تغربنا عن الوطن طويلا ثم عدنا نحمل كل اشواق الدنيا لهذا الوطن الذي اليه ننتمي، الا ان جملة من الممارسات السلبية وهي غالبا فردية تجعل من واجبنا ان نشير اليها ونضعها امام كل من تهمه سمعة الاردن الذي نريدها ناصعة ومشرقة وتحمل قيم شعبنا الاصيلة الطيبة فمثلا: نلمس عدم التزام عدد كبير من السائقين في الشوارع الرئيسية وحتى الفرعية بقواعد المرور، بل وان قيادة السيارات هنا اصبحت بلا ضوابط او قواعد سير يلتزم بها السائق الذي اصبح يعتقد ان الشارع ملكه وحده فلا يمنح اولوية ولا يلتزم بالحدود المقررة للسرعات ولا يفسح المجال للمشاة بعبور الشارع بامان، بالاضافة الى فوضى مزعجة جدا في استعمال الزامور بمناسبة وبلا مناسبة، وقد حدث معي موقف لن انساه مع احدى الفتيات تقود سيارتها عندما اوقفت سيارتها في منتصف المسرب المخصص للسيارات الاخرى وصاحت بالجميع واشبعتهم سبا وشتما و قالت بالحرف الواحد (انا اريد ان اسير وقت ما انا اريد وانا كل الطريق على حسابي وكما اشاء اسير بها واذا مش عاجبك روح عيش مع الذين يفهموا احنا هو ما بنفهم؟! وهيك عاجبنا .. وكل هذا الكلام (والكلام للمغترب) لانني ابديت ملاحظة لها بان المسرب التي سلكته ليس لها، وممكن ان يحصل حادث من جراء سلوكها المسرب الخاطىء، وهناك ملاحظات عديدة منها فان التاجر اذا ما لمس انك زائر فان الاسعار ترتفع الى الضفعين لقد نزلت الى السوق اشتري دشداشة مطرزة هدية لزوجتي من الاردن وكان عنده زبائن قبلي وباعهم نفس الدشداشة، باربعون دينارا اما انا فطلب مني مائة دينار لانه اعتقد بانني اجنبي وليس من الاردن وقس على ذلك ممارسات سائقي التكسي الذين ما ان يلمسوا بانك مغترب او ضيفي يتعمدون عدم تشغيل عداد الاجرة خاصة في اول الليل متذرعين انهم لا يقومون بتشغيلها اعتبارا من الساعة الثامنة مساءا، وتخضع لجشع ومزاج السائق الذي يتحكم بالضيف او الراكب حتى في الطريق الذي سيسلكه لايصاله الى وجهته، واستمرارا لحالة الاستغلال البشعة للضيوف، فلقد سألت عدة محلات للصرافة كم تشترون الدولار فقيل لي سبعون دينارا وثمانون قرشا وعند احدهم اعطيته الف دولار لتبديلهم وتمت العملية واخذت العملة الاردنية وذهبت وعندما حسبتهم كانوا على سعر سبعون دينار وعشرون قرشا فراجعته فقال لي انه اثناء عملية الصرف تغير السعر بالبورصة ان تلك مخالفات صارخة لا يعقل ان تبقى على حالها وهي مربوطة باخلاقيات الناس والتعامل، بصراحة فانني وطيلة وجودي في بلدي الاردن لمست سلسلة من المشاهد السلبية التي تقترف جهارا نهارا وعنوانها استغلال صارخ للزائر والضيف والسائح بصورة لا تعكس قيم بلدنا واخلاق شعبنا الطيبة الاصيلة، مما جعل صديقي المغترب ان يتخذ قرارا بعدم العودة لبلده ولتكن غربته بدل اربعين عاما قضاها هناك في بلد الغربة ان تكون لمدى العمر.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :