النقابي إبراهيم حسين القيسي
لقد حصل إنبعاج في مكونات المجتمعات العربية فلدينا إنبعاج سكاني أقتصادي إعلامي وعيي وديني سياسي , لدرجة أنه لم يعد هناك شيء بقي على حاله , كذلك لم يعد أحد بإمكانه التنبئ بنهايات اي شيء اذا ما انفجر وصار الى الامام , العالم العربي صحى فجأة بعد احتراق البو عزيزي في تونس فوجد أن الحريات انعدمت والمساحات ضاقت وازداد عدد السكان و الاقتصاديات لم تعد تتناسب وطموحات الناس , ومنتجات الزراعة قلة بسبب شح الموارد المائية و تصحر البقع الزراعية وارتفاع اسعار المواد اللازمة للإنتاج , بعد هذا الواقع أصبح حكم الشعوب العربية مسؤولية ضخمة ولم يعد الامر مجرد جلوس على كرسي الرئاسة والحكم سواء كان بإنتخابات او بإنقلابات , الواقع ان الرتق في الوضع العربي أكبر من امكانيات الراتق أي ان كان هذا الراتق , ليس تشائم ولكن العقود التى مرة على الاقطار العربية لم تستثمر بالشكل الصحيح , وجميع الخطط الخمسية و العشرية والوعود لم تنتج سوى فساد مالي وإداري وفقر وبطالة وإقليميات وطائفيات وفرعنة وجزارين بشر , بمعنى ان من يفكر أن يتسلم أي سلطة فإنه لن يجد ما يبني عليه بل عليه أن يبدأ من الصفر في كل المجالات ولا يجوز إسقاط زمن عبد الناصر عن الواقع العربي الحالي لأن ذلك سيكون وهم وخطأ كبير , كما لا يجوز ولا يستوي مع المنطق إسقاط شخصية زعيم العراق صدام حسين على اي واقع عربي , في الحقيقة الرئيس الجديد المشير عبد الفتاح السيسي كان واقعياً من خلال جملة واحدة وردت على لسانه عندما قال على المصريين أن يتحملوا القادم وعليهم الصبر لجيلين قادمين حتى تستقيم الاوضاع ونصل الى بداية الطريق الجديد , نعم جيلين سيعيشان الفقر و البطالة و العوز وهذا يكشف أن الماضي كان اسوداً فاشلاً والبداية ستكون من الصفر , لم يجد السيسي ما يبني عليه سوى الجيش و الاجهزة الامنية التى نمت وتضخمت في كل العالم العربي وكأنها كانت الاستثمار الوحيد ibrahim_alqaisy@hotmail.com