ربح خيالي
كل سنة ومع بداية العام الدراسي تبدأ اعداد كبيرة من طلبة المدارس الخاصة العمل على استكمال اجراءات نقلهم الى المدارس الحكومية وهناك الالاف من الطلبة حسب احصاءات وزارة التربية التي لم تعط رقما دقيقا حتى هذه اللحظة والى بداية افتتاح المدارس سوف يزداد العدد بالطبع ويصل الى الضعف، كل ذلك يجري ووزارة التربية لا تحرك ساكنا وهي تعي تماما ان ذلك سوف يشكل عبئا اضافيا عليها، وان المدارس الخاصة عندما اعطيت التراخيص كان الهدف اولا واخيرا ان تكون رديفا للمدارس الحكومية مكملة لها، وهذا لا يعني ان تحقق هذه المدارس ربحا لتستطيع الاستمرار والوقوف على قدميها ودفع رواتب معقولة لمعلميها، لكن ذلك لم يحدث وبقي مستوى التعليم كما يقول اولياء الامور.
ورغم ما يكتب وينشر من اعلانات عن تفوق الطلبة وحصولهم على معدلات عالية في الثانوية العامة الا ان الوضع لم يتحسن وهذا امر لا يمكن مقارنته مع طلبة المدارس الحكومية المتفوقين والذين لا يمكن احصاؤهم، الامر الاخر الذي لم يطرأ عليه تغيير في سياسة المدارس الخاصة هو وضع المعلم والرواتب المتدنية التي تعطى له بحجة عدم تحقيق الربح وان الاوضاع السائدة تؤثر على ميزانية المدرسة، هذا بالاضافة الى التنصل من رواتب المعلمين خلال العطلة الصيفية او محاولة انهاء عقودهم مع انتهاء العام الدراسي والتعاقد مع اخرين، وكله من اجل عدم دفع راتب شهر او شهرين لهذا المعلم الذي بالكاد يكفي راتبه حاجة اسرته ومتطلبات الحياة.
من هنا نستطيع ان نقول ان بعض المدارس الخاصة تحولت الى مشاريع استثمارية في المقام الاول هدفها الربح على حساب الطلبة واسرهم وان التفوق الظاهري ما هو الا وسيلة لجذب اعداد اكبر من الطلبة، ولكن الامر بدأ يخرج من ايديهم ولم يعودوا يستطيعون حجب الحقيقة وبالتالي بات الوضع يتطلب كما يرى اكاديميون متمرسون واولياء امور، ضرورة تدخل وزارة التربية ووضع حد لما يحدث في بعض المدارس وتحديد سقف اعلى للرسوم وتصنيف المدارس الخاصة حسب امكانياتها وما تقدمه من وسائل متطورة للطلبة هذا بالاضافة الى التركيز على اجور المواصلات العالية والتي لم يعد بمقدور الاهل دفعها واصبحوا بين نارين الاول بعد المدرسة والثاني ارتفاع الاجور الاهم من ذلك كله فان على وزارة التربية التركيز على الكوادر التدريسية وقلة خبرتها في بعض المدارس مقارنة مع المدارس الحكومية، والذين ايضا (واقصد المدرسين) يعملون في مراكز ثقافية ويحاولون استقطاب الطلبة لاخذ دروس خصوصية اضافية في هذه المدارس.
المدارس الخاصة وجدت لتعاون وزارة التربية على انشاء جيل واع حاصل على قسط وافر من العلم والمعرفة واغلب القائمين عليها هم اكاديميون مخضرمون قضوا حياتهم في سلك التعليم ويعرفون انه واجب وطني قبل ان يكون ربحا ماديا وانه من واجبهم الاخلاص لهذا الجيل وايصال العلم والمعرفة له بامانة وان يتعاون الجميع من اجل ذلك حتى لا تكتظ مدارسنا الحكومية ويؤثر ذلك على تحصيل طلبتنا العلمي المطلوب قليلا من التعاون والتكاتف والتراحم وان لا نسعى فقط الى الكسب المادي ونحققه ضمن المعقول وليس على حساب جيل باكمله.