المحامي محمد الصبيحي
الحظر الشامل ليوم الجمعة يعني بمضمونه حظر صلاة الجمعة، ومهما كانت التفسيرات والمبررات أو النوايا الحسنة فهو كذلك
فالتفسير الديني والتآمري على الدين هو الأن المنتشر بين أطياف واسعة من المجتمع حتى لو اقسم الرئيس والوزراء على حسن النوايا وسلامة القرار صحيا..
شخصيا وإن كنت لا اميل إلى التفسير التآمري لقرار الحظر فإنني غير مقتنع بالقرار واعتبره نوعا من التجريب بعد الفشل،. وللدلالة على ذلك اقول :
اذا كان حظر يومين لم يعط نتيجة فمالذي نستفيده من حظر الجمعة؟؟.
الحكومة تقول انها كانت بين خيارين حظر الجمعة ام حظر السبت فاختارت الجمعة لضعف النشاط الاقتصادي وتركت السبت ليعمل الناس وينتجون،، اذن فالحسبة اقتصادية وليست صحية وهي بهذا تخرج عن سلطة الحكومة سندا لقانون الدفاع الذي
وحسب الارادة الملكية اعيد تفعيله لغايات مواجهة جائحة كورونا.
والحكومة نظمت عمل المطاعم بحيث تعمل بنصف الطاقة الاستيعابية للزبائن مع تباعد في الطاولات وبسعة ستة أفراد فقط لكل طاولة ، ونلاحظ أن التباعد بين ستة أفراد على طاولة لن يتجاوز نصف متر بين الفرد والأخر، وهنا تبرز الحسبة الاقتصادية
وليس الصحية، في حين تختلف الحسبة قرآنيا إلى حسبة دينية لا اقتصادية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) _سورة الجمعة _، وحيث لم تقنع الحكومة أحدا بصواب قرارها كحصحيا فإن عليها أن تأخذ بالحسبة القرآنية بترتيبات توفر ادنى متطلبات السلامة العامة، أو على الأقل ليتساوى المصلون برواد المطاعم، وللعلم فإن المواطن المؤمن المصلي يعتبر الحفاظ على سلامة النفس فرضا يجب اتباعه بدقة فلم نشهد استهتارا باجراءات السلامة بين المصلين في حين نجده يوميا بين رواد المطاعم والمحاكم والمولات.
الأقتراح الذي أقدمه للحكومة هو اتاحة المجال لصلاة الجمعة مشيا على الأقدام لمدة ساعتين فقط وهكذا سيصلي الراغبون في أقرب مسجد إلى بيوتهم فلا أسواق مفتوحة ولا مركبات في الشوارع، وبهذا تثبت الحكومة حسن النوايا وتدعم ثقة الناس بقراراتها وتحول دون اضطررنا إلى الطعن بالقرار أمام القضاء.