الشاهد - تحتمي بين وارف الشجر، ونبت يأتي على ميعاد مع طريق الرحالة وصبابة الفجر.
.. تحن إلى اللقاء وجوارها، فتجد روحك معلقة بين روافد الحب والجمال الفطري في احراش وقيعان تتبارك بالجمال والحياة.. اننا الان في زي
.. زي هي قرية في الأردن. وهي من أجمل المصايف الطبيعية في الأردن ويوجد فيها مقام النبي يوشع تشتهر بالصنوبر والعنب والزيتون والآبار الجوفية التي جف معظمها كنبعة العزيزيّة، وبالمروج التي كان يزرع فيها القمح.
تذهلك المشاهد، تنتابك فتنة الأخضر، ترتكز على إرث طرق الرعيان، وبناة البيوت الحجرية، وتبحث في الأثر، فى عيون الناس، تشاهد البط، انه بط بلدي، دجاج غاب عن الشاشة، وعصافير تئن من تعب الهجرة، وهي تنحاز إلى امان أحد مناطق الأحراش الجبلية ذات الغابات الصنوبرية واللوزيات في الأردن، تستقر في زي. مراح وياقة من المحبة منشاة، تقع إلى الشمال من محافظة البلقاء.
تتراقص تلك البطة، تدنو من ماء سبيل، وترقد حائرة تنشد ديمومة البقاء في الديار.
.. وانت تهدهد صورة البط واليمام وافياء زي والقرى النائمة حولها تنتابك صولة من صوت يناجيك:
يلا على وادي السلط نلم زهور
.. تعاندك تلك التلال، تنتعش انفاسك بين صنوبر برى ومعرشات العنب واللوز البري والتين العتيق، تعاود صورة البط الآمن وتسمع الصوت يتابع رحلتك، يرصدها في الصور والمشهدية الراقية الفنان الزميل محمد القرالة، حاملا قدرته على تبادل الخير والجمال والرضا، نسمع معا الصوت ينقلنا إلى الصفو والصفاء:
عا دبين وعلى زي... ياالله أنا وانتا يا خيّ
بدي أروَّح عن نفسي... بنسمة هوا وشربة ميّ
قولوا لأمي وأبويَّه... رايح على دبين وزي.
(الرأي)