النقابي ابراهيم حسين القيسي
لقد جرى الاحتفال بيوم المرور العالمي ككل عام حيث وزعت الجوائز والدروع التقديرية واشعلت فلاشات الكاميرات مكان الاحتفال وتفنن الخطباء في لغة الشجب والاستنكار لحوادث السير, ووضعوا الحق على الطليان ثم قرأت فاتحة الكتاب على ارواح من ماتوا نتيجة الطيش و الاهمال وسوء التخطيط والحلول الوهمية , اما الطفل كريم ابن الثلاثة اعوام الذي قضى نحبه دهسا تحت عجلات طائشة مجنونة فلن يعود الى الحياة , كريم لم يكن مستهترا او طائشا وان كل ما فعله انه اقترب من اطراف احدى شوارع الموت ليصدمه شاب متهور من هؤلاء الذين يقودون المركبات بجنون وطيش واستهتار , واحيانا يقودونها تحت تاثير ارهاصات نفسية ابرزها الرغبة في اثبات الذات ولفت الانظار لدرجة بث الاغاني الهابطة على مسامع المارة من نوافذ المركبات المسستمه , لقد ترك كريم الدنيا وهو غاضب علينا متحسرا على طفولته البريئة التي ابيحت على اسفلت الشارع في لحظة طيش , ومع ذلك وزعت الجوائز والدروع في يوم المرور العالمي احتفالا بموت ضحايا سوء التخطيط والفشل والتنظير للحد من حوادث الطرق التى تزداد عاما بعد عام , نعم ان الحوادث في ازدياد وجنون قيادة المركبات في تصاعد ومعركة الموت على اسفلت الشوارع مستمرة , و نصّر كل عام على الاحتفال , ثم في النهاية نعلق فشلنا واهمالنا وعجزنا على شماعة القضاء والقدر , ونصّر على تطبيق الاعراف بطلب العفو والتسامح ونقرأ على مسامع اهالي الضحايا كل الايات والاحاديث الدالة على ذلك , على ما يبدو ان هذه الحوادث المميتة الدامية هي عقاب لنا على فرض اهملناه عن قصد مضافا لذلك العنف المجتمعي , لدرجة ان خسارتنا من الارواح في السنة الواحدة تفوق شهداء معركة الكرامة وشهداء حزيران ونكبة فلسطين , وان حملة الرصاص المصبوب على غزة تعادل خسارتنا من الارواح في سنة واحدة جراء حوادث الطرق , في النهاية ان روح كريم سوف تطارد كل المقصرين في الحد من حوادث الطرق الى يوم القيامة , وسلام عليك يا كريم وعلى والدك وجدك الأئمه الاتقياء لانقياء واللهم ألهم والديك الصبر والسلوان. ibrahim_alqaisy@hotmail.com