الشاهد - ربى العطار
أخيرا رحلت حكومة الرزاز ورحلت معها المصفوفات والمنصات الطارئة والنهضة الوهمية، جاء الرزاز غريباً عن الأردنيين ولا يعرفهم، وكان كلامه مثالياً لدرجة لا يمكن تصديقها.
لم يكن مقنعا، ولا منصفا، وتغول في صلاحياته خصوصاً في التعيينات، ولم يحالفه النجاح في إدارة معظم الملفات .
لغاية الآن، حتى - بعد رحيل حكومته - مازال لا يستطيع تعريف الفقر، رغم أنه استفز الأردنيين عندما تحدث بأنه قضى عليه، ويبدو أنه لم يدرك بأن الأردنيين يعيشون أصعب وأضيق أيامهم المعيشية.
ماذا ترك الرزاز لنا سوى خطط غير مكتملة، ووزارة ريادة واقتصاد رقمي تراجع أداؤها بشكل لافت، فخدمات الإنترنت مثلا في أسوأ حالاتها ، كما كان هناك اختلال كارثي في ملف التعليم، وتراجع حاد في عدالة التوظيف.
حكومة (هارفارد) كانت تجمع معظمهم علاقات شخصية ومعرفة سابقة، يعني (مخهم راكب على بعض، بس مش راكب على مخ الأردنيين).
لم يلتزم الرزاز بكتاب التكليف السامي في توفير حياة كريمة للمواطنين، وأصر على المضي في مخالفة حاجات الناس واستمر في صرف إنجازاته الهلامية متناسيا اخفاقات حكومته غير المسبوقة.
بعد تكليف الدكتور بشر الخصاونه بتشكيل حكومة، لن نسرف في عبارات المديح ولن نعطي الدكتور بشر ثقتنا قبل أن نرى تغييرا على الواقع وترميما لما دمرته الحكومة السابقة.
نحن نعلم بأن التركة التي ألقيت على كاهل الخصاونة ثقيلة، ولكننا نتمنى أن تساعده خبرته الطويلة في العمل السياسي والدبلوماسي أن يخفف من تداعياتها الصعبة وأن يركز على ملف التعليم والصحة ويضمن العدالة الإجتماعية.