المحامي موسى سمحان الشيخ
كثيرا ما اتساءل اذا كان الناس في بلادنا لا يقرأون فلماذا نكتب؟ كل الاحصائيات المحلية والعالمية تؤكد ان المواطن العربي في واد والمطالعة والمعرفة في واد اخر، شأن المطالعة كشأن البحث العلمي في المجتمع والجامعات، ولعلنا ببساطة شديدة نعرف السبب او ندعي ذلك على الاقل، كيف يطلع او يتثقف او يعمق شرط المعرفة لديه اذا كان اسير مجتمع ترتفع الامية في بعض اقطار عروبته الى 80٪ نعم 80٪ واكثر كما تؤكد تقارير الامم المتحدة التي تثبت سنويا النسب والارقام، مجتمع لا يقرأ او لا يرغب في القراءة يؤكد وصفة تقود الى الوراء بالتأكيد لماذا نكتب اذن، لماذا نخوض حوار طرشان مع غالبية عظمى لا يهمها سوى فك الحرف او الحصول على مؤهل اكاديمي من اجل الوظيفة التي تعطي هنا وهناك على امتداد خارطة الوطن العربي الجميل نقول تعطي لقمة مغمسة بالدم، اهتراء مزمن، مزمن جدا - اعني هذا المرض المستشري القاتل والاعجب من هذا واغرب ان انعدام القراءة هذا يقابله اقبال متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف صيغها واسمائها، فالناس في بلادنا يهربون من واقعهم المؤلم والمرير الى عالم افتراضي عبر الشبكة العنكبوتية انما باطلالة شكلية لا تعني بجوهر المعرفة، فهنا اناس من فرسان الكمبيوتر - الغالبية العظمى - تتبارز بمسائل شبه تافهة، رخيصة، ومجانية كاستعمال سيء لوسائل المعرفة الحديثة وبالتالي تصبح وسائل التواصل الاجتماعي شرط جديد لتعميق التخلف، اذن لماذا نكتب! سابقا - قبل تفكك العالم العربي الذي نراه اليوم، كان الناس نسبيا يقرأون، يطالعون، يجتهدون في فهم واقعهم ويرون انفسهم في مراياهم ومرايا الاخرين، اما اليوم فلا هم لدى الاجيال الطالعة التي يوحي شكلها الخارجي، الخارجي فقط بانها مثقفة، بينما هي في حقيقة الامر فارغة ومنخورة على حد تعبير البريطاني الشهير ت.س اليوت، ومع هذا سنظل نكتب لان هذا واجبنا ولان بعد كل كبوة نهضة، وسنكتب لان الخير في هذه الامة ليوم الدين .. نعم هي هكذا.