الشاهد -
لحاجة نجاح تعيش وحيدة وامراضها عديدة
الحاجة محموده تبيع الخردوات لتعيل نفسها
الشاهد-فريال البلبيسي
ما اصعب الام التي عاشت عطاءا وحياة كاملة من عمرها لابنائها وكانت النتيجة ان تترك لوحدها في عمر يصعب فيه ان تخدم نفسها، تركوها مع الامها واوجاعها وابنتها. الشاهد قامت بزيارة هاتين العجائز والتي يعشن في منطقة المحطة في منزل عبارة عن غر فة صغيرة معتمة وباردة وغير صحية حيث فتحت العجائز قلوبهن للشاهد وكن يتحدثن عن معانتهما بقلوب حزينة يملأها الالم الدفين في قلبيهما التي انفطرت حزنا على ما آلت اليه انفسهن في زمن قاسي لا يعرف الرحمة.
الحالة الاولى
الحاجة نجاح صالح والبالغة من العمر ستون عاما تعيش وحيدة في منزل صغير معتم بارد من اية روح تدفىء قلب هذه العجوز الذي اشتعل حزنا على حالها وما آلت اليه نفسها من وحدة ودموع تنهمر حرقة. الشاهد طرقت باب العجوز نجاح في منطقة المحطة والتي تعيش في منزلها الصغير والذي هو عبارة عن غرفة معتمة باردة غير صحية. قالت الحاجة لقد ضاع عمري في تربية وانشاء ابنائي حتى اشتد عودهم وقمت بتزويجهم واصبح لكل منهم عائلة واسرة ووضعهم المالي بالكاد يعيل اسرته وتركوني لانه اصبح لابنائي بيوتا يعيلونها واصبحت اعيش لوحدي في عمر لا اقوى فيه على اعالة ورعاية نفسي كما كنت سابقا وانا في سن لا اقوى فيه على العمل وبكت الحاجة بحرارة عندما عاشت في ذاكرتها عندما كانت تعيل ابنائها وهم صغار وقالت رعيتهم وهم صغار وهجروني وابتعدوا عني وانا بحاجتهم، وتابعت حديثها الله يعينهم ويأخذ بيدهم حملهم كبير والحياة قاسية ولا ترحم، ثم اكدت الحاجة انني عجوز مريضة واعاني امراضا عديدة كالسكري واعاني من جلطة في رجلي وديسك في ظهري ورقبتي ولا استطيع الحراك طويلا، واكدت الحاجة ان العلاج يكلفها شهريا خمسين دينارا وان شريط السكري الذي تفحص فيه تكلفته عشرين دينارا شهريا وهي بالكاد تستطيع ان تأكل الخبز لوحده وناشدت الحاجة اهل الخير بمساعدتها بالدواء فقط فهو مكلف جدا بالنسبة لها، وقالت ان صندوق المعونة الوطنية يصرفون لها راتبا شهريا قيمته اربعون دينارا وهذا المبلغ منه الدواء ومنه الغذاء ومنه الماء والكهرباء وطالبت من صندوق المعونة الوطنية زيادة الراتب الشهري الذي تتقاضاه.
الحالة الثانية
رأيناها وهي تحمل بيديها اكياسا قد ملأتها بخردوات عديدة وكانت تسير ببطىء وبتعب شديد وقد اعياها الاجهاد الشديد واقتربت منها لاستطلع امرها. حيث قالت العجوز محموده العفيفي 65 عاما لقد توفي زوجي قبل ثلاثة اعوام واعيش لوحدي بعد ان تزوج ابنائي واصبحت لهم عائلات يعيلونها وابنائي يعملون عمالا ودخلهم بالكاد يكفي ابناءهم فالحياة المعيشية غالية جدا ومتطلبات الحياة صعبة. واضافت الحاجة بعد وفاة زوجي لم يعد احدا يتفقدني كالسابق وابنائي يعملون لساعات طويلة كي يحققوا دخلا ليعيلوا فيه ابناءهم وطلباتهم الضرورية والتي بالكاد يستطيعون توفيرها لهم لذلك قمت بالبحث عن الخردوات في الحاويات من اجل توفير لقمة العيش لي حيث اكدت الحاجة محمودة بانه لا يوجد لديها دخل يعيلها بعد وفاة زوجها وهي لا تأخذ من اية جهة ولا من صندوق المعونة الوطنية وقالت انني اخرج في الصباح لابحث عن الخردوات في الحاويات لابيعها لكي استطيع توفير ما يقيتني، وبكت الحاجة انني على ابواب السبعين من عمري وخارت قواي وهزل جسمي ولا استطيع السير والتعب كما كنت في السابق لكن الحياة صعبة وبدها تعب، واكدت الحاجة بانها لا يوجد من يطرق بابها ليسأل عن حالها وابنائها مشغولون بعائلاتهم وباعمالهم التي انستهم اقرب الناس اليهم، وناشدت الحاجة صندوق المعونة الوطنية تخصيص راتب شهري لها لانها اردنية الاصل وينطبق عليها شروط الاعانة الوطنية وقالت انني عجوز سبعينية وحقي على الدولة كبير بان تحميني وتعيلني في هذا العمر. وبكت الحاجة محمودة عندما تذكرت حياتها السابقة وهي في عمر الورود والذي افنته على ابنائها وعندما وصلت بالعمر عتيا تركوها ونسيها ابناؤها وبخلوا عليها بابسط الحقوق وهو رعايتها وهي بهذا العمر. وبدورنا نقول ان الحاجة نجاح والحاجة محمودة ينطبق عليهما شروط الاعانة الشهرية فالابناء كل له عائلته واحوالهما المالية ليست جيدة وبالكاد يعيلون اسرهم والعجوزتان لا يوجد لهما دخل ثابت ولا يوجد من يعيلهما لهذا فنحن نطالب صندوق المعونة الوطنية بتخصيص راتب شهري لهما.