الشاهد -
متسولات ومتسولون واشياء اخرى في الزرقاء
كتب عبدالله العظم
في الزرقاء تعددت طرق التسول حتى اصبحت مهنة لمن يراها ليس طريقا للرزق او لعيش فحسب بل طريقة سهلة لجمع المال. هناك صور شتى يتبعها المتسولون من مختلف الاعمار ومن الجنسين دون اية رقابة ودون اي رادع. صور شتى واشياء اخرى لا يمكن ان نتجاوزها او اغفالها دون المرور عليها لابرازها للمسؤولين والرأي العام وللمواطن الذي يعتبر فريسة لهؤلاء او لهذه الفئة. وهذه الصور تحديدا وقفنا عليها في مكان واحد هناك في الزرقاء وهو المجمع الجديد. سيدة تجاوزت الخمسين تحسبها لاول وهله انها تعمل سمسار او كنترول باص ان جاز التعبير تقف عند باصات الجامعة الاردنية تنادي على الركاب وتوجههم نحو الباص تشتم كل من هب ودب بالفاظ بذيئة تخدش الحياء من سباب وملاسنات مع السائقين بلا حياء وبلا ادب امام طلاب وطالبات الجامعة، والبعض من هؤلاء الطلبة والطالبات يشيحون بوجوههم خجلا وراء كراسيهم التي يحملونها ثم تتحول هذه السيدة من كنترول باص الى شحادة بعد تقديمها الوجبة من الفاظها البذيئة وبعد جمعها لكل وجبة من النقود تذهب الى طرف المجمع لتضعها بين يدي شاب عشريني. وصورة اخرى السيدة ترعى ثلاثة صبية موزعين على اماكن مختلفة وهي تترأسهم تدخل باص وتخرج الى اخر وتثير استعطاف الناس بكلمات يكررها الشحادين اصحاب الخبرة في التسول وبذات المشهد هناك من ينتظرها بعد كل حين شاب يظن انه زوجها وهو يجلس بسيارته الجيب بالقرب من المجمع. ومن الصور الاخرى والتي ايضا لا تخرج عن النصب والاحتيال ولكن بثوب التسول شاب عشريني يمثل المرض ويثقل من لسانه ورائحة الكحول تفوح منه في ساعات الصباح يدعي بانه مريض بالصرع وبحاجة لزجاجة دواء وبذات الوقت شوهد وهو يتشاجر مع احد الكنتروليه وكله قوة وحيوية بخلاف الصورة التي يظهر بها انه لا يقدر على المشي عندما يدخل الباصات وهو يتسول. ومن الاشياء الاخرى والتي تلفت الانتباه اكثر حين تدقق بفتاة لعوب ترتدي العباءة والخمار الذي يعطي وجهها ولا يظهر منه الا عينان براقتان وبرموش التصق عليها الكحل بعناية فنان او فنانة تجميل، تمشي كاللعوب وتتمايل بمشيتها بين المارة والناس طلبهم بسؤال ثم تتحول بهم عندما يجيبوها بانها طالبة للمال من اجل اكمال دراستها التي قطعت عنها بسبب طلاق امها وباليوم التالي تتحدث عن اسباب اخرى وبطرق اخرى. ومن الصور الاخرى التي شهدناها وننقلها بكل امانة لشاب يجلس على كرسي متحرك يقوده مراهق ويجوب به اماكن متعددة قال فيه شهود عيان ان هذا المقعد يعطي أجرا لمن يقوده في نهاية النهار مبلغ عشرة دنانير مع زجاجة من الخمر ومؤمن بوجبات الطعام الثلاث وحوله العديد ممن يتقاتلون لمساعدته في ذاك النهار. هذه الصور وكما اسلفنا شاهدناها بشكل يومي وفي محطة واحدة فماذا لو جبنا مناطق اخرى في الزرقاء وجميعها ليست ببعيدة عن جرم النصب والاحتيال. الامر الذي يستدعي ملاحقتهم وملاحقة امثالهم قانونيا ولا سيما ان هذه ظاهرة تفشت وتطورت على ايدي المحتالين وبغطاء التسول.