بقلم المحامي/ عارف الوشاح
هل ابتغاء الرزق يكون على حساب راحة المواطن وسكينته وصحته
لا يراعون ان هناك مريضا لم تغمض له عين طوال الليل يكابد آلامه وهدأ روعه مع ساعات الفجر ليغض في لحظة سبات
ام طالب استغل ساعات الفجر الاولى لمذاكرة دروسه
عن اسباب ومسببات الازعاج والضوضاء اتحدث واناشد المسئولين بوضع حد لها
فبكبات الخردة التي تجوب الاحياء والمدن على مدار الساعة او اقل وكأننا نستبدل الغسالة اوالثلاجة كل يوم وكونها من ذكرى زواجنا قبل ثلاثين عاما فاننا سنحتفظ بها كحافظة للاحذية او صندوق لما لا يلزم من المقتنيات بدل ان نبيعها بعشرين قرشا وهو يشدد على كلمة للبيع والاجدر ان يقول للتخلص منها
ثم بعدها بكبات الغاز بلحن عيد الميلاد مع ساعات الفجر الاولى علما ان انه بفضل الله في فصل الصيف زائر غير مرحب به كوننا لا نستبدل الاسطوانه الا كل شهرين بعكس فصل الشتاء الذي ننتظره على احر من حرارة صوبتها ولا نراه الا بواسطة احد المسئولين بالحي او بدعوة كريمة تليق بالمقام
ثم بعدها بكبات الخضرة بانواعها التي تلزمنا والتي لا تلزمنا بعد ان كسدت في المحال التجارية
ثم بعدها بكب الملوخ الذي يحاول استغلالنا باسعار مضاعفة
ثم بعدها بكب بطيخ آخر الموسم الذي لم يعد له زبائن بوجود البدائل من العنب والتين
ثم بعدها بائع الراحة والحلقوم المصنوع من السكر منتهي الصلاحية ثم يأتي بعدها بائع شعر البنات الذي يدغدغ شهوة الاطفال
ثم تبدأ الجولة الثانية لبائعين اخرين لا يعلمون عمن سبقهم وبلحن وسعر اخر لكل منهم وعلى مدار الاسبوع حتى في يوم الجمعة
فلا عطلة ولا حجر ولا أذان ولا صلاة تمنعهم او تحد من اصواتهم النشاز التي تصم اذان الاموات قبل النيام من الأحياء
وانني اغبط سكان العاصمة عمان والزرقاء على نعمة الحجر لهذه الجمعة ويكفيهم نداء بداية الحضر الذي استمر لحوالي نصف ساعة وليقل لمن اوى الى فراشه باكرا خذ نصيبك من الازعاج قبل نومك لانك ستفتقد نصيبك من الازعاج في صباح الجمعة المحظورة
فلا أحد من هؤلاء سيقض مضاجعهم يوم الجمعة وسينعمون بنوم هادئ وسكينة نتمناها من بداية جائحة كورونا
فالحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه.