الشاهد -
ربى العطار
منذ بداية الأزمة الوبائية التي أصابت العالم بالشلل الاقتصادي وفرضت على سكانه عادات طارئه بدأت تترسخ لتصبح واقعا جديدا لا عودة عنه في المستقبل، والكل ينتظر انقضاء عام 2020 باعتباره عاما كارثيا بامتياز.
وإننا في الأردن لسنا في معزل عن تأثيرات انتشار فيروس كوفيد19 المستجد، فنحن جزء من العالم.
لكن تسلسل الوباء والمحطات التي يمشي فيها الخط الزمني تثير التساؤلات وتبعث على حيرة لا جواب لها، فالحديث عن حرب على النفوذ بين الرأسمالية والاشتراكية يعلو فوق كل سبب.
فالتسابق على اكتشاف لقاح يمنع الاصابة بالمرض بين مثلث القوة في العالم (امريكا، الصين، وروسيا) مثير للاستغراب، حيث أن تعامل منظمة الصحة العالمية متذبذب حول ذلك.
عندما أعلن قبل أيام الزعيم الروسي فلاديمير بوتين عن اكتشاف اللقاح وتجربته على مجموعة من الأشخاص من بينهم ابنته، قامت الدنيا ولم تقعد، وهلل الناس فرحا لاقتراب الخلاص والانعتاق من حبال الكمامات التي تخنقهم والمعقمات التي تضيق على انفاسهم، ومغادرة كابوس جثم على صدورهم وترك ندوبا في حياتهم لن يمحيها المستقبل.
لكن ردة فعل الدول والمنظمات العالمية كان على عكس المتوقع فلم تترك وسائل الإعلام العالمية خبيرا في علوم الأوبئة ولا وزير صحة سابق أو حالي إلا واستضافته للاستفسار عن السرعة التي لازمت اكتشاف اللقاح الروسي، وكان عدد المشككين طاغيا على عدد الفرحين باكتشاف اللقاح.
ودخلت منظمة الصحة العالمية على الخط ولم توافق على اللقاح لأنه يخالف البرتوكولات الصحية المعتمدة لهذه الغاية، ولأنها لم تبلغ سابقا عن هذا اللقاح، كما أنه لم يصل للمرحلة الثالثة في التجربة السريرية التي تؤكد على ضرورة تجربة اللقاح على آلاف الأشخاص وانتظار النتيجة.
كل هذا لا يهم، ما يهمنا هو سعي حكومتنا الدؤوب في التمسك بأي بصيص أمل، فكانت من الدول السباقة التي صرحت حول التواصل مع روسيا لتأمين كميات من اللقاح، الذي لم تعتمده منظمة الصحة ولا الدول العظمى.
الحكومة في وضع لا تحسد عليه، فهي تحاول احتواء الانتشار الجديد للفيروس للابتعاد عن سيناريوهات الإغلاق والحظر التي تلوح في الأفق مما يعني ضربة موجعة في خاصرة الاقتصاد الضعيفة أصلا.
كما أن ترتيبات أخرى مثل افتتاح المدارس والجامعات أو اللجوء إلى التعليم عن بعد، سيكون له عواقب تنعكس على الجيل الحالي الذي سيكون حقل تجارب لكل استحداث.