النقابي : ابراهيم حسين القيسي
لم تنجز القمة العربية التي انعقدت في الكويت شيئا من شأنه التأسيس لمواقف عربية وحداوية ، تصلح للبناء عليها ، كانت قمة كسابقاتها فقد عمقت الشروخات القطرية وابرزت حجم التباين والتشرذم العربي ، فها هي غزة محاصرة بلا معابر او انفاق وبلا كهرباء وسوريا تدخل نفقا مظلما والساحة المصرية تخرج من عقدة لتدخل في عقدة اكثر تعقيدا من الاولى ، لا شيء من هذه القمة الا اذا كانت بالون اختبار للوضع العربي المتردي ، في الواقع النظام العربي الرسمي بدا عاجزا في تلك القمة عن معالجة اي قضية وهكذا اصبحت سمة القمم العربية انه لن يكون هناك قرار اذا ما كانت هنالك موافقة امريكية ، لذلك كان قرار القمة الذي نادى بدعم ائتلاف المعارضة السورية انجازا امريكا بامتياز ، وبرغم ان فكرة انشاء الجامعة العربية كانت بموافقة بريطانيا الاستعمارية في القرن الماضي الا ان الجامعه العربية قد حققت في الخمسينات والستينات والسبعينات انجازات ذات تأثير كبير في الواقع العربي / السبب كان بسيطا حيث تأسست فكرة القومية العربية في ذلك الوقت والذي واكبها المد الثوري ورأس الحربة كان الزعيم والقائد الملهم جمال عبد الناصر ، عدا عن ذلك كان هناك دول عربية ذات مناهج وتوجهات عربية قومية تحررية ، اليوم اين هي دول التأثير العربي التي كانت تقود الجامعة العربية وتنجب قادة ملهمين ، اكبر تلك الدول تأثيرا هي مصر لا تزال تترنح تحت تأثير الانشقاقات في الشارع المصري بكل اطيافه ، ولا يستطيع ان يتنبأ احد ، الى اين سوف تصل الامور ولا حتى شكل النتائج التي ستتمخض عنها الاحداث ، اما في سوريا فقد تجاوز الوضع الحالة المأساوية وصولا الى الكارثة على كل الصعد ، اما العمق الاستراتيجي العراقي فقد اضحى ميدانا للنار والدمار والتدريب على القتل والتفخيخ والتطهير العرقي ، حتى تجمع دول الخليج فقد اخذ يتحلل ويتفكك واول الاشارات محاولة تهميش قطر ونبذها من البيت الخليجي ، الخلاصة الجامعه العربية اصبحت رمزا فلكلوريا وصورة عن الماضي لا تصلح الا ان تكون ضمن موجودات المتاحف التاريخية .