الشاهد - يتفق معظم الخبراء على أن استخدام الأطفال للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في الوقت الحالي مع قيود الحجر المنزلي الإجباري لن يؤدي إلى إلحاق ضرر دائم بهم، طالما أنهم سيعودون لممارسة حياتهم الطبيعية قريبًا، ولكن هناك شيء واحد يمكن أن يضرهم على المدى الطويل هو الإفراط في استخدام سماعات الرأس أو سماعات الأذن، حيث يمكن أن يحدث فقدان السمع ببطء بمرور الوقت، ومن ثم عندما تدرك أنها أصبحت مشكلة، يكون الآوان قد فات.
فكيف تتجنب هذا الأمر، وكيف تتأكد أن طفلك يستخدم سماعات الرأس أو الأذن بمعدل طبيعي بحيث لا تُسبب له أي ضرر، والأهم كيف تتأكد من أن السماعات التي يستخدمها مناسبة لعمره؟
إليك كيف تؤثر السماعات على سمع الأطفال وكيف تحميهم؟
مراقبة مدى ارتفاع الصوت عند الاستخدام:
أول شيء يجب مراعاته عند تحديد كون طفلك يستخدم سماعات الرأس بطريقة قد تؤدي إلى تلف السمع بشكل دائم هو مدى ارتفاع مستوى الصوت، وبشكل عام تُعتبر قوة الصوت عند 85 ديسيبل هي المعدل الطبيعي في سماعات الأذن والذي يوازي ضجيج حركة المرور في المدن.
ولكن وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن التعرض إلى مستوى يزيد عن 70 ديسيبل، مثل: مستوى الضجيج الذي قد تسببه غسالة الأطباق العادية على مدار فترة زمنية طويلة يمكن أن يكون ضارًا للغاية.
حيث نجد معظم الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الاستماع الشخصية الأخرى يمكن لها أن تصل إلى قوة 105-110 ديسيبل، والتي تقول مراكز السيطرة على الأمراض أنها يمكن أن تسبب فقدان السمع في أقل من خمس دقائق.
تأكد من نوع سماعات الرأس التي يستخدمونها:
بطبيعة الحال نجد أن سماعات الرأس والأذن الموجودة الآن غير متشابهة عندما يتعلق الأمر بالحجم والأمان، لذلك من الأفضل التأكد من أن أطفالك يستخدمون سماعات رأس مصممة خصوصًا لتناسب أعمارهم، والتي عادة ما تقدم قوة صوت عند 85 ديسبيل مقارنة بسماعات الرأس العادية التي قد ترتفع إلى 110 ديسيبل.
كما يمكنك شراء سماعات الرأس المانعة للضوضاء، مما يسهل على الطفل سماع ما يستمع إليه دون الحاجة إلى رفع مستوى الصوت، ولكن نظرًا لأنها جيدة جدًا في حجب ضوضاء الخلفية، يجب أن يكون استخدامها بشكل حذر، مثل: عند ركوب السيارة أو في المنزل، ولكن ليس عندما يمشون أو يركبون الدراجة حيث يحتاجون إلى سماع الأصوات المحيطة بهم لتجب إصابتهم بأي ضرر.
كيف تعرف متى يكون مستوى الصوت مرتفعًا جدًا؟
من الصعب قياس كون مستوي الصوت تصل قوته إلى 7 ديسيبل أو 75 أو يتجاوز مستوى 85 ديسيبل الأكثر خطورة، لذلك للتأكد من أنهم يستمعون عند قوة صوت آمنة، يمكنك استخدام تطبيقات قياس مستوى الصوت، مثل: تطبيق NIOSH ، ولكن مع ذلك، يمكن أن تكون هذه التطبيقات غير دقيقة، لذلك لا يمكنك دائمًا افتراض أنها جيدة كما تدعي، لذلك بدلًا من تطبيق يمكن اختبار كون مستوى صوت سماعة الرأس مرتفعًا جدًا عن طريق التحدث إلى طفلك بصوت عادي على مسافة قريبة منه.
إذا لم يتمكن من سماعك، فهذا يعني أن الصوت الذي يستمع إليه مرتفع للغاية، وإذا كان بإمكانك سماع صوت قادم من سماعات الرأس الخاصة بهم على هذه المسافة، فمن المؤكد أنه مرتفع للغاية، ومن ثم يجب عليك تنبيهه لخفض الصوت إلى المعدل الطبيعي.
ابحث عن علامات التحذير من فقدان السمع المبكر:
إذا لا حظت أن طفلك يحتاج إلى أن تردد له الكلام نفسه بصورة مستمرة ومن مسافة قريبة فهذا يعني في كثير من الأحيان أن لديه مشكلة في السمع، بالإضافة إلى ذلك، يمكنك ملاحظة أي أعراض في مشكلة في السمع، مثل: شكوته من سماع طنين دائم في أذنه أو وجود ألم في الطبقة الخارجية للأذن – حتى لو كان مؤقتًا – فيجب عليك أن تأخذه على محمل الجد.
وبصورة عام يوصي الأطباء على أنه يجب على الآباء اختبار سمع طفلهم كل ثلاث سنوات على الأقل للكشف عن أي مشاكل.