بقلم :عبدالله محمد القاق
في الواقع ن معركة الكرامة التي حدثت صباح الحادي والعشرين من اذار عندما قام الجيش الصهيوني بالاعتداء على الاراضي الاردنية وعلى امتداد 100 كيلومتر من جسر دامية مرورا بجسر سويمة الى جسر الملك حسين لم تكن بهدف القضاء على المنظمات الفدائية في منطقة الكرامة وانما كانت للاستيلاء على المرتفعات الجبيلية ليكون التفاوض بين اسرائيل والعرب وليس مع فلسطين. ان معركة الكرامة التي شاركت فيها القوات الاردنية اعادت النصر والنشوة للامة العربية خاصة في الدفاع عن الوطن بعد هزيمة عام 1967 حيث نال الاردن بهذا الانتصار التقدير العربي بقدرة جيشنا والحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر.. هذه المعركة اعادت الثقة للشعوب وشكلت اول اختراق تاريخي في الصراع ضد العدو الاسرائيلي ، وهذا ما اكده_ لي - الفريق اول المتقاعد علي فهيد القائد الذي ناضل وكافح ببسالة وشرف في هذه المعركة موضحا ان المعركة كانت ذات اهمية وابعاد كبيرة في تاريخ الاردن والتي تضمنت تضحيات مخلصة لجيشنا العربي... واعادت للامة كرامتها وثقتها بنفسها باعتبارها اول نصر مؤزر لهذه القوات.. وللعرب عبر الصراع العربي -الاسرائيلي حيث اثبتت معركة الكرامة ان النصر العسكري العربي على اسرائيل ليس مستحيلا وانما هو مؤكد وجعل تلك البطولة وسام عز وفخار على صدور كل الاردنيين..
ان نتائج المعركة جعلت الراحل الكبير الملك حسين بطل العالم العربي بالدفاع عن الامة دون منازع ...
ولعل رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الاعلى للقوات المسلحة احتفال قوات الجيش العربي في الشونة مؤخرا بالمناسبة وبالذكرى لمعركة الكرامة المجيدة دليل واضح وقوي على ان الاردن برجالاته وجيشه العربي المصطفوي هو الاقدر والاقوى بتوفيق ونصر من الله على حماية امنه واستقراره وتقدمه والذي بات بفضل قيادته الحكيمة والملهمة جلالة الملك عبدالله الثاني واخلاص وتفاني شعبه وكفاءة جيشه في الحرب والسلم يمثل نقطة ارتكاز واهمية بالغة لما ينشده الاردن من رغبة جامحة للاستمرار في معارج الكرامة والكبرياء والنصر والتقدم والازدهار.
هذه المعركة الخالدة التي شاركت فيها قوات فلسطينية وشهدت مختلف مناطق ومحافظات الاردن الاحتفالات بالمناسبة الوطنية تحمل في طياتها مضامين ودلائل بالغة تُشعًر الاردنيين بالفخر والانتماء الصادق للامة والوطن والولاء الراسخ الاكيد للقيادة الهاشمية .. مشيدين بدور قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية لما وصلت اليه من كفاءة ودراية وخبرة لحماية الوطن والذود عن حياضه والوقوف بصلابة امام من يحاول المساس بأمنه واستقراره.
حقا لقد كانت معركة الكرامة مثلا للكرامة العربية والانتصار القومي لنشامى الاردن في اشرس معركة حشد لها العدو الاسرائيلي لتحقيق النصر ولاحتلال اراضي اردنية غالية على كل مواطن.. لكنه عاد مدحورا .. وحقق هذا الجيش الباسل النصر المؤزر المبين والذي سيكون عنوانا بارزا في الاستراتيجية العسكرية عربيا ودوليا.. "mailto:abdqaq@orange.jo"abdqaq@orange.jo