الشاهد - ربى العطار
تصوير :سند العبادي
فيديو :علاء البطار
مونتاج :قصي الدعجة
- يجب أن تتغير ادارتنا للعديد من الملفات، وأن نبدأ العمل للوصول لمرحلة الاعتماد على الذات
- يجب الابتعاد عن الاجندات لتثبت الحكومة في مواجهة التهرب الضريبي
- استجابتنا لجائحة كورونا كانت على أعلى مستوى
- على الحكومة أن تعيد النظر في ملفات الموازنة و الضرائب
- نحرص ألّا تكون هناك فجوة تعلمية بين الطلاب بسبب نظام التعليم عن بعد
- أسسنا منصة "تقدَّم"، ونتمنى التطور بالعمل الحزبي
- مشكلتنا بالمشاركة الاقتصادية للمرأة، وأمامنا طريق طويل لتمكينها
- على الحكومة دعم الريادين الشباب ورفع تنافسية المنتج الأردني
- نحن بحاجة لتحالف إقليمي من نوع جديد لمواجهة المشروع الصهيوني
تعتبر من أبرز النساء في الأردن والوطن العربي، فقد تم اختيارها كواحدة من أقوى النساء في الأردن ووضعتها مجلة فوربس كواحدة من بين أقوى 200 امرأة في العالم العربي، وقد كان لها دور بارز وبصمة في المجال التربوي والأكاديمي، وتملك ضيفة الشاهد كاريزما وحضور لا يمكن تجاوزه، وقد نالت الثقة لاختيارها كعضو في مجلس الاعيان لممارسة الدور التشريعي لما تتميز به من خبرة وحكمة في هذا المجال.
أسست منصة مجتمعية لها تأثير واضح في دعم الرؤية الملكية نحو مدنية الدولة الأردنية وثقافة الريادة والابتكار.
حاصلة على العديد من الجوائز والأوسمة الشرفية محلياً ودولياً، وتقلدت مناصب مهمة، لكنها حافظت على التزامها بالمجال الذي برزت فيه، وهو المجال التربوي، فهي مديرة كل من مدرسة الأهلية للبنات والمطرانية للبنين وعضو في اللجنة الفنية في جمعية جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي، وعضو في مجلس أمناء صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، وهي أيضاً عضو في كل من المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس التربية والتعليم
الشاهد التقت بسعادة العين هيفاء النجار، وأجرت معها حواراً منوعاً تناول مستقبل التعليم بعد كورونا، ودور المرأة في المجتمع وموقفها من المشروع الصهيوني لضم غور الأردن.
الأردن بُني على مباديء الامتياز والنوعية وعلينا الاستثمار بشبابنا
استجابتنا لجائحة كورونا كانت على أعلى مستوى، وكل أردني يفخر أن بلده تعامل مع الجائحة على أحسن ما أمكن، فالأردن يعتبر من أهم الدول في إدارة ملف هذه الأزمة، وهذا يعود للقيادة الواعية، والجهاز التفيذي الواضح، الجيش العربي البطل، والإنسان الأردني، فجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بيد حنونة وصلبة جداً مع الحكومة بمؤسساتها المتميزة، باسناد من الجيش العربي، والاستجابة الفعالة من المواطن الأردني، كانت نموذجاً في التعامل مع الجائحة.
والمطلوب منا اليوم تجاوز مرحلة الاستجابة والفعل ورد الفعل والتحول إلى مرحلة التفاعل والتنبؤ بالمستقبل، فنحن لا نستطيع أن نسير أعمالنا كما كان عليه الوضع قبل كورونا، لذلك علينا إعادة النظر في إدارة كل ما يتصل بحياتنا اليومية فنحن نحتاج لنمط تفكير جديد في ممارسة أعمالنا وأنماطنا الاستهلاكية، وأنا كعضو في مجلس الأعيان دوري التشريعي سيتغير، ودوري كتربوية ومعلمة ومديرة مدرسة أيضاً سيتغير، ومفهومنا للاستهلاك وادارة مصروفنا على الصعيد الفردي والأسري يجب أن يتغير .
كما يجب أن تتغير ادارتنا للملف الصحي، وأن ندعم صناعتنا المحلية للحديث عن اردن منتج للوصول لمرحلة الاعتماد على الذات، التي من أول ابجدياتها أن يكون المواطن يعمل للصالح العام، متفهماً للواقع الذي يعيشه ويبحث عن البدائل لتحسين ذلك الواقع، وأن لا يعمل كمراقب لينتقد فقط، فمطلوب أن تكون الشراكة بين الجميع موجودة فالجميع يعتبر مسؤول، فملف التعليم مثلاً لا يمكن إدارته بعزلة عن الأهل، ويجب تمكين الطلاب اليوم ليكون لهم دور في اتخاذ القرار في الملف المدرسي، كما أن دورنا هو الوقوف مع الشباب، لأن أول مواجهة لما بعد كورونا تبدأ من التفكير بأن الأبناء والأحفاد هم المستقبل، ويجب علينا أن نستثمر فيهم بالريادة والابداع، والانتاجية، والجهد والامتياز، وممنوع أن نعمل اليوم بشكل متوسط أو عادي، فالأردن قد بُني على مباديء الامتياز والنوعية.
وعلى الحكومة اليوم أن تعيد النظر في العديد من الملفات، مثل ملف الموازنة وملف الضرائب، وأن تدعم الريادين الشباب، كذلك دور المشرعين في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والبحث عن امكانية رفع تنافسية المنتج الأردني ودعم الصناعة الوطنية .
مجلس الأعيان تبرع بمبالغ كبيرة وأعضاؤه ليسوا بحاجة للشعبوية
مجلس الأعيان هو مجلس جلالة الملك، فهو يعمل وفق رؤية ملكية، وليس بحاجة لشعبوية، يعمل بهدوء وحكمة، ويتشارك مع الجميع للمصحلة العامة، ومجلس الأعيان فيه حكمة، ويدعم قرارات الحكومة التي يرى أنها في مصلحة الشعب لكنه أيضاً ناقد لكل القرارات إذا لم تكن تصب في الصالح العام، وقد قدم المجلس خطة من خلال رؤية لجانه فيما يتعلق بـ(ما بعد كورونا)، فلجنة التربية والتعليم وضعت توصيات فيها عمق ولها برنامج عمل وأهداف ، وكان هناك لجنة الخير، التي من خلالها قدم مجلس الأعيان تبرعات بمبالغ كبيرة، كما قدمنا دعم لابناء القوات المسلحة ولدينا لجنة مستدامه لدعم الخير في الأردن قبل كورونا أصلاً، ونحن كأعضاء في مجلس الأعيان نتبرع بجزء من رواتبنا شهريا، ولكننا لا نحب الخوض والحديث عن ذلك لأننا نعتبره واجب علينا، ولا نعمل من خلال الاستعراض.
نحن بحاجة للاستثمار بتكنولوجيا المعلومات
الجائحة جاءت مفاجئة، وقطاعات التعليم كان عندها رد فعل واستجابة، فنحن "وأنا أتحدث عن التعليم الخاص" لم نكن جاهزين، وكان هناك عبء على الأهالي وعلى المعلمين وعلى القيادات المدرسية الذين استقبلوا التعليم عن بعد بشكل مفاجيء، وكان بمثابة تحدي كبير على الجميع.
إذا أردت الحديث عن المدارس التي أديرها المطرانية والأهلية، فالتعليم عن بعد كان حالة موجودة فيها، ولدينا منصات تعليم فعالة وذات كفاءة عالية، والمعلمين لدينا كانوا جاهزين، وبعد قرار الحظر مباشرة نحن كنا نقوم بالتعليم عن بعد، ونحن نفخر بأن مدارسنا خرجت مجموعة كبيرة من رجالات الأردن في شتى المجالات، السياسة الفن والأدب وريادة الأعمال.
ومدارس القطاع الخاص عموماً تعمل كشريك مع القطاع العام، مع ضرورة ذكر أن هناك مدارس في القطاع الخاص قديمة وذات أهداف غير ربحية وغير تجارية تعمل بكفاءة عالية وبشكل محترف، هدفها الأسمى تمكين الطلاب وخدمة التعليم.
والسؤال اليوم،عن كيفية الاستمرار بعد الجائحة، وكيف نطور منصاتنا الالكترونية، وعن تطوير شراكتنا مع التعليم العام.
نحن بحاجة لدراسة السيناريوهات المستقبلية، وإعادة النظر في تدريب المعلم ولا أقصد التدريب الشكلي، ونحن بحاجة للاستثمار بكل ما يتصل بتكنولوجيا المعلومات، وبالرغم من قوة البنية التحتية لدينا إلا أننا نريد تمتينها، ونريد تقوية التفاعل بين الأهالي والمدارس والمعلمين.
اما بالنسبة للتعليم في القطاع العام، فأنا معجبة به لأنه استجاب بشكل كبير، فمنصة "درسك" تم تفعيلها وإطلاقها بعد عدة أيام من اغلاق المدارس من قبل شباب أردنيين عملوا ليلاً نهاراً لتفعيل المنصة، وتم اطلاق التلفزيون التربوي أو التعليمي، لكن نحن بحاجة لتطوير البنية التحتية حتى يصل الانترنت لكل بيت اردني.
نحن بحاجة لتقييم التعلم عن بعد، وأن نحرص أن لايكون هناك فجوة تعلمية بين الطلاب، لذلك علينا أن نقوم خلال العام الدراسي القادم بالتقييم من خلال ما يسمى بمصفوفة التسلسل والتتابع، وهذا يعني أن نقيم ما تعلم الطلاب ونبني عليه، ونجسر ونردم أي فجوة، ونؤكد على أهمية المفاهيم والمهارات، ونحن الآن لدينا فرصة لإعادة النظر في مناهجنا، بحيث تكون مناهج تركز على مفاهيم أساسية لعملية التعلم، وعلى مهارات التعلم المستمر، ومهارات الإبداع والتخيل والتصميم، مما سيساهم في تنمية الدافعية الذاتية عند الطلاب.
واعتقد أن هناك وعي كامل لتحويل التحديات لفرص، وإعادة النظر في المدخلات التربوية وعملياتها من أجل مخرجات أفضل .
المدارس مركز مجتمعي وعلاقات إنسانية ولا غنى عنها
أنا مع فتح المدارس قريباً حتى يكون لدينا وقت للتقييم، كما أنني أشجع على استمرار التعليم في المدارس وعدم الالتزام فقط بالجانب التقني، فالمدارس لديها هدف قيمي، وهي مركز علاقات إنسانية، ومركز مجتمعي ولا غنى عنها.
نحن دولة قانون ، وأنا ضد اغتيال الشخصية
صحيح أننا تأخرنا في ملف التهرب الضريبي، لكن علينا أن نستمر وبجدية للحد من التهرب الضريبي، وأن لايكون عند البعض اجندات خاصة تثني الحكومة عن الثبات في مواجهة التهرب الضريبي كجزء من الفساد.
وأنا ضد الاساءة لأي شخصية بدون اثبات، وضد اغتيال الشخصية، أما الشخصية العامة اذا ثبت عليها فعليها مُساءلة، ونحن دولة قانون ومؤسسات ولدينا سلطة قضائية مستقلة نحترمها، ولسنا دولة إعلام فقط، وأنا مع حرية الناس في التعبير لكن ضمن حدود القانون.
أطلقنا منصة "تقدّم" من أجل أردن مدني ديمقراطي
أنا لست ضمن حزب معين، أنا ضمن منصة مجتمعية أطلقناها بمشاركة من الأصدقاء والصديقات ممن يؤمنون بنفس التفكير، اسمها "منصة تقدم"، تدعو للحوار المجتمعي وتدعو لأردن مزدهر، منتج، آمن، أخضر،ديمقراطي مدني، مع قيام هذه المنصة باطلاق أحزاب سياسية، فأتمنى أن يتطور العمل الحزبي لأن الأردن بحاجة لتطوير حياته السياسية والبرلمانية، وبحاجة نحن كمواطنين أن نعي قيمة المواطنة، وأنا مع إطلاق العنان للفن والموسيقى الأردنية والعمل السياسي والثقافي لكن بتنظيم، وهناك مسؤولية تقع على عاتق وزارة التنمية السياسية لإعادة الحياة الحزبية.
يجب أن تكون المرأة شريك في كل مواقع القيادة
أمامنا طريق طويل لتمكين المرأة في الأردن، وأكبر تحديات التمكين التي تواجهنا هي المشاركة الاقتصادية للمرأة، ونحن نتحدث بخصوص ذلك أكثر مما نفعل، وقد أُطلقت اللجنة الوطنية لشؤون المرأة استراتيجية وطنية شاملة وهي استراتيجية ممتازة، ونحن ننتظر من الحكومة أن تتبناها، فاليوم لا يجوز أن لا تكون المرأة بمواقع قيادية وادارية في الجامعات والمدارس، يجب أن تكون المرأة شريك في كل مواقع القيادة، وقد أثبتت المرأة جدارتها في العديد من المناصب وفي شتى المجالات وقد حققت نجاحات في البرلمان الأردني سواء في المجلس النيابي أو مجلس الأعيان، لذلك يجب أن ندعم مشاركة المرأة في القوانين والسياسات، ويجب إعادة النظر في كل القوانين لتمكين المشاركة الاقتصادية للمرأة ابتداءً من قانون الأحوال الشخصية وانتهاءً بقانون النقل العام.
المشروع الصهيوني لن يمر
الأردن أكثر دولة تعرضت للظلم منذ بداية تأسيسه بدايات القرن العشرين، وهو البلد الوحيد الذي وقف بصمود وبمقاومة حقيقية للمشروع الصهيوني، ولديه موقف واضح من حل الدولتين، ولايوجد دولة تعمل لوقف مشروع نتنياهو لضم أراضي الغور إلا الأردن، ولن ينجح المخطط الصهيوني، لكننا بحاجة إلى تحالف إقليمي من نوع جديد، نحتاج وقفة عروبية، وهناك دول اوروبية تقف إلى جانبنا وتحترم دولتنا الأردنية، وهناك صداقات تاريخية مع الولايات المتحدة والكونغرس الأمريكي لها دور في التأثير على قرارات الرئيس ترامب.
وفي الفيديو التالي المقابلة بكافة تفاصيلها :