المحامي موسى سمحان الشيخ
اخيرا رحل ابن الشجرة الفلسطينية، غنى فلسطين هواء وترابا وشهداء وثورة في كل المنافي التي حل بها، لم يخلع الكوفية اياها - رمز عرب فلسطين - يوما، كل القرى الفلسطينية المستباحة والمهدمة والمحتلة بالنسبة له هي الشجرة، واذا وسعنا البيكار قليلا في فن ابي عرب فكل القرى العربية الفقيرة والمضطهده هي الشجرة، نعم هي قريته الشجرة والخروبة التي اتيح له ان يزورها لمرة واحدة واحدة فقط قبل ان يغيبه الموت في مدينة ابن الوليد خالد كلاجي في مخيم حمص، ابن الشجرة هذا، ابن الجليل الصامد ظل يحمل فلسطين هما دائما في دمه وروحه، ولم ينكسر يوما رغم القهر اليومي الذي يعيشه اللاجىء والنازح الفلسطيني على ارض العروبة مع فارق هنا او هناك حسب الوعي والانتماء لهذه المجموعة او تلك، ابو عرب هذا صاحب الحنجرة الذهبية والملتزم بقضايا ثورته الفلسطينية والعربية، هذا الفنان الملتزم لم يكن يوما طارئا على النضال، فهو ابن شهيد روى تراب فلسطين بدمه عام 1948 ووالد شهيد - المهندس معن - الذي استشهد في لبنان عام 1982 كما ان ابا عرب هذا ابن خال رسام الكاريكاتير الفلسطيني المشهور (ناجي العلي) نعم هذا الفنان العربي هو توأم حنظلة، وقبل ان يموت مصارعا المرض واليأس والاحباط في مسلسل الاستخداء العربي العام الذي تشهده امتنا من المحيط الى الخليج، قبل هذا كله وبعده ظل يشدو للندى والامل مجسدا مقولة بلدياته ابن شمال فلسطين محمود درويش. (سنوقظ هذه الارض التي استندت الى دمنا، سنوقظها ونخرج من خلاياها ضحايانا، سنغسل شعرهم بدموعنا البيضاء، نسكب فوق ايديهم حليب الروح كي يستيقظوا) ابو عرب انت معنا ولنا انت لم تمت.