الشاهد - خاص
رجلٌ قدم الكثير لمدينته ووطنه، أفنى عمره في خدمة ناديه، وحمل على عاتقه الإرتقاء بمجتمعه في جميع المجالات، ولم ينتظر منا إلا الوفاء والتقدير، فسنين العمر الغالية لا يعادلها إلا الحب ورد الجميل، والصحة التي أهُدرت حباً، يردها الحصاد، إلا أن الجهات الرسمية كالعادة 'غائب طوشة'.
عميد رؤساء أندية العالم عبد الحليم سمارة، يرقد على سرير الشفاء في أحد المستشفيات الخاصة وعلى نفقة أبنائه، في وقت كان على كل من عمل لأجلهم أن يتكفلوا بعلاجه، يتلقى العلاج بصمت، دون ضجيج وسائل الإعلام التي تنشغل بالعبثيات وتنسى أو تتناسى الضروريات، فيما غابت عن حجرته الزيارات الرسمية والورود التي تذهب لأصحاب النفوذ والمنافع، فهل جزاء الأوفياء بنسيانهم !!
الليث، أبن ذلك الرجل الصلب القوي الذُي تتشابه ملامح وجهه مع سهول الرمثا الأصيلة، ووتقاطع كلماته مع بساطة اللهجة الشمالية، وتعكس شيباته حكايات كرة القدم في الزمن الجميل، فتح قلبه لنا وتحدث بحرقة مناشداً جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه بعد أن تناساه جميع المسؤولين، ومطالباً بجزء بسيط من حق والده الذي قدم الكثير للوطن، مشيراً أن والده كان قد سبق له العمل مع صاحب الجلالة الهاشمية عندما كان رئيساً للاتحاد الأردني لكرة القدم، وهو الوحيد الذي سينصفه؛ فهو يعلم جيداً ما قدمه والده لمجتمعه ووطنه الذي أحب.
نادراً ما يلقى الرجال تقديراً وتكريماً في حياتهم، فلا تكرروا ندمنا على نسيان من قدموا للوطن الذي يرتقي بأعمار وأعمال أبنائه الأوفياء، ومن كان أكثر وفاء من أبو الليث !!