النقابي ابراهيم حسين القيسي
لا يمكن ان يستمر العالم في السير في اطار سياسة ومصالح القطب الواحد و المحور الوحيد ,اميركا اصبحت القطب الاوحد و الآمر الناهي في العالم كله بعد انهيار الاتحاد السوفيتي رأس المنظومة الاشتراكية في بداية التسعينات من القرن الماضي وانهيار جدار برلين . العالم كان على الاغلب دائما يدار من قبل قطبين و مركزين للأستقطاب و التمحور وهذه هي سنة الارض من الازمان الساحقة ,لكن المعادلة إختلفت بعد انهيار المنظمومة الاشتراكية فكان لا بد من تشكل محور جديد حتى تستقر دوران عجلة الحياة على كوكب الارض , الأن نرى محورا جديدا بدأت ملامحة تتبدى بشكل واضح أمام العالم , روسيا رأس هذا المحور وهي التي ورثت مقدرات الاتحاد السوفيتي الذي تفكك , لم تعد تقبل بالفتات وتسيير وتسليك بعض المصالح الهزيلة هنا وهنالك وبالقطارة الامريكية , روسيا الامة والتاريخ الامراطوريات والقوى النووية والعلمية والمساحة والسكان من المستحيل أن يتقبل عقلها بأن تكون مجرد دولة كبرى وهي التي مارست العظمة , الموضوع ليس أوكرانيا وهذا الذي نراه في المشهد الاخير هي خطوة تكمل خطوات سابقة وتؤسس بالتأكيد لخطوات لاحقة , قبل أوكرانيا هي روسيا ذاتها وقفت خلف الملف النووي الايراني وهي التي تقدم الدعم لإيران من خلال بيع وتسريب التكنولوجية العسكري لتطوير السلاح الايراني , وغير ذلك هي الفيتو الذي ظل يقف الى جانب إيران والذي عطل الضربة العسكرية التي كانت قاب قوسين او ادنى , وهي روسيا التي تقف خلف الاسد الذي استمر في السلطة رغم مرور اكثر من ثلاثة اعوام على الثورة الشعبية المطالبة بالحرية في سوريا, نعم الدعم الايراني أوضح للأسد وحزب الله , لكن كل ذلك بدعم ورضى روسي وهي التي تعمل على تعظيم الدور الايراني الذي وصلت مخالبه الى غزة و جنوب لبنان و اليمن و البحرين و السودان وشواطئ الخليج , روسيا هذه المرة عائدة من غير الشيوعية التي كان يحاربها النظام الرأسمالي بكل ضراوة في القرن الماضي , عائدة بعد أن تعلمت لعبة المصالح التي اتقنها النظام الرأسمالي القديم وعلى رأسه امريكا, وعلى ما يبدو لغاية الآن أنها نجحت في خلق وايجاد رأس حربة تؤهلها لتقدم نجو أهدافها , وامريكا ومن يدور في فلكها أعجز من أن تستطيع من كبح جماح الروس الذين تعودوا على المطاولة والندية وقبل ذلك على ممارسة دور المحور والقطب الاخر والعظمة . ibrahim_alqaisy@hotmail.com