نبيل شقير
بلا شك ان القرار السعودي والذي قضى باعتبار جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية، زاد من مساحة الخسائر الاخوانية المتتالية الذي تخلل القرار القضائي المصري باعتبار الجماعة حركة ارهابية ايضا، ولم يقف الى جانب الجماعة الا نفسها وبيانات تنظيماتها في عدد من الدول خاصة وان القرار صدر عن السعودية راعية الاسلام والمقدسات! ولا يختلف اثنان على ان الجماعة خسرت ساحة او بالاحرى مساحة سياسية كبيرة عندما قررت المملكة العربية السعودية اعتبار الاخوان المسلمين تنظيما ارهابيا ووضعت الاخوان في قائمة واحدة مع القاعدة وداعش والنصرة، وهذا تطور كبير فالساحة السعودية كانت بحكم المرجعية الدينية والمقدسات، مكانا امنا للافراد والمجموعات من تلك التنظيمات وحتى حركة حماس فانها استفادت من انفتاح الساحة السعودية لكل انواع العمل الاسلامي السياسي. ونعلم تماما ان السعودية تتميز بالحزم في تطبيق القانون وبخاصة في القضايا الامنية والسياسية وعندما تتحول الجماعة بموجب هذا القرار الى تنظيم ارهابي فهذه ابعاده الواسعة حتى على العمالة العربية الوافدة الى السعودية، ويعني ان هناك اجراءات بحق كل من ينتمي للجماعة اي ان القرار ليس خاصا بالمقيمين على الارض السعودية بل يجعل السعودية ساحة مغلقة على كل الاخوان مما يعني ان التعاون الامني الاقليمي في محاربة الاخوان سيكون بمستوى التعامل مع القاعدة، مرة بعد اخرى ندعو العقلاء والحكماء داخل التنظيم الى ضرورة مراجعة مسار الجماعة ليس في القضايا الاجرائية بل في الرؤى والفكر والتحالفات التي كانت، واضغاث الاحلام التي كانت تعيشها بعض تنظيمات الجماعة ايام الربيع وتعاملها الفوقي مع دولها، وانهاء سيطرة التيار المتشدد المتطرف على مقاليد الامور في الجماعة التي تخلت بعهدهم عن ثوابتها وابرزها نهج الحكمة والتعقل والاعتدال، ان الجماعة تخسر كل يوم مساحة سياسية، والجماعة تفقد بنيتها الدولية والابواب تغلق في وجهها والامر ليس استهدافا بل نتيجة لسياسات وتعاملات وممارسات وادارة المرحلة الاخيرة وقد يكون القرار السعودي بوابة لقرارات دولية اخرى، لكن الوقت متاح امام الجماعة للعمل لاعادة تقديم نفسها بعد تقييم جرىء للمرحلة الساقة دون الاكتفاء باتهام اعداء الجماعة باستهدافها بالالتصاق الدائم بنظرية المؤامرة وعليها ان تعود الى رشدها مجددا فالزمان والمكان يضيقان، وستجد الجماعة اذا لم تتدارك الامر انها محظورة دوليا يوما بعد يوم لتصبح اشبه ما تكون مثل المقاتلين المختبئين في جبال تورا بورا وحيدر اباد وافغانستان وبذلك ستكون الجماعة الخاسر الاكبر بلا منازع